إن في الصيدليات، أو حتّى في السوبرماركات الكبيرة، قد تصادفين في بعض الأحيان قوارير زجاجية تذهلكِ بنقاوة محتواها: إنّها المياه المقطّرة، والمعروفة بالإنكليزية بلقب Distilled Water… ولكن، هل من الآمن شربها فعلياً؟
أولاً: ما هو تقطير الماء؟
يعتبر تقطير الماء من إحدى عمليات التقية والفلترة القصوى، وذلك من خلال العمد إلى تبخيرها على حرارة مرتفعة وإعادة تحويل البخار إلى سائل مجدداً. وبالتالي، فإن تركيبة الماء المقطر إجمالاً ما تكون من الماء الخالص H2O، وذلك من دون أي معادن أو إضافات أخرى بأي شكل من الأشكال.
للمزيد: ما هو العلاج بالماء على الطريقة اليابانية؟
هل أستطيع شرب الماء المقطر؟
مبدئياً، لا مشكلة في ذلك، فأنتِ لا تعرضين نفسكِ للتسمّم، إلّا وأنكِ تحرمين جسمكِ من المعادن الأساسية والمهمة التي تحصلين عليها من خلال تركيبة المياه العادية. وبالتالي، فإن كان الهدف من الشرب هو إمداد الجسم بما يحتاج إليه، يعدّ الماء المقطّر الخيار الأقل فائدة من مياه الينابيع الحلوة، أو المياه المعدنية.
ولكن، إن كنتِ تخشين آثار بعض العناصر السامة التي قد تكون حاضرة في مياه الشرب عادة، يعدّ الماء المقطر الخيار الأنسب والأكثر أماناً في تلك الحالة.
تجدر الإشارة إلى أنّه من الآمن شرب الماء المقطر المتواجد في السوبرماركات، ولكن يجب تفادي المياه التي تحتوي على عبارة "مقطرّة" في حال كانت من مصادر صناعية غير غذائية.
في شتى الأحوال، ومهما بدت لكِ الفكرة جذابة وغريبة، ينصح الأطباء بتفادي فكرة شرب الماء المقطّر بشكل مستمر. أمّا السبب وراء ذلك، فهو لكون هذا الماء بطبيعة حمضية بعض الشيء، وبالتالي، فإن تراكماته في الجسم على المدى البعيد قد تؤدي إلى بعض الأمراض وحتّى إلى الشيخوخة المبكرة!