"إن اشتهيتِ طعاماً خلال فترة الحمل ولم تقوي على تلبيته أو بكلّ بساطة تجاهلتِه ومن ثم حككتِ نفسك، فإنّ طفلكِ المنتظر يُولد وعلى جسمه علامة أو وحمة على هيأة الطعام الذي اشتهيته في أحد الأيام"…
اعتقادٌ تؤمن به أمهات كثيرات في مناطق مختلفة حول العالم. ولكن، هل هو حقيقة أم مجرّد خرافة؟
الحقّ يُقال، هذا الاعتقاد مجرّد ترّهات تناقلتها الألسن من جيلٍ إلى جيل، وتعود أصوله إلى علماء العصور الغابرة الذين عزوا التشوّهات الخلقية لدى المواليد للتجارب التي عاشتها الأم خلال فترة الحمل، واعتبروا وحمات الولادة نتاجاً ملموساً لحالة الحامل النفسية ووحامها؛ من هنا تسمية الشهوة بالـ"وحمة".
أما وحمة الولادة، فليست بكلّ بساطة من عمل الأم ولا يد لهذه الأخيرة في ظهورها. صحيح أنها على أنواع والبعض منها وراثي. ولكنّ بعضها الآخر يظهر من دون سابق إنذار ومن دون سببٍ وجيه. والعلم الحديث أثبت ألاّ علاقة لغذاء الأم أو وحامها أو شهيتها في هذه الظاهرة لا من قريب ولا من بعيد.
وفي يومنا هذا وعلى الرغم من كلّ التوضيحات التي آل إليها الطب بشأن الحمل وغذاء الحامل وتأثيره في الجنين، لا يزال بعض النساء يؤمنَّ بأنّ تجاهل الوحام ينقلب وحمة ولادة. والسبب برأينا نفسي،إذ يُبرر شهيتهنّ الزائدة ورغبتهنّ في تدليل أنفسهنّ بألذ أصناف الطعام والأطايب..
ففي النهاية، لا أحد منّا يُريد لطفله وحمةً على شكل دجاج أو قطعة شوكولاته؟!
اقرأي أيضاً: صدّقي أو لا تصدّقي اشتهاؤكِ لمكعبات الثلج أكثر من مجرّد وحام!