"أميّ، أنا خائف!" جملة لا شكّ أنّك تسمعينها مراراً وتكراراً، ولكن هل تحسنين التعامل معها؟! كلنا، على إختلاف أعمارنا وظروفنا الحياتيّة، ندفن في داخلنا خوفاً معّيناً، يلاحقنا أحياناً ونتجاهله أحياناً أخرى. فكيف الحال مع أطفالنا، الذين يرون العالم كبيراً وموحشاً وهم ما زالوا ضعفاء وعرضة للكثير من الأفكار المقلقة، والغريبة أحياناً؟ ولأنّ تخلّص طفلكِ من مخاوفه أمرٌ ضروري لطفولة سليمة ومستقرّة، إليكِ أنواع المخاوف الأكثر شيوعاً لدى الأطفال وطرق التخلّص منها بسهولة وسلاسة:
*الخوف من الظلام: هل يتشبّث طفلكِ طالباً منكِ عدم المغادرة عند وضعه في السرير خوفاً من الظلام؟ هل ما زال ينام والضوء مضاءٌ في غرفته؟ لا تقلقي فإنّ هذا الخوف طبيعي وشائع جدّاً. للتخلّص منه، علّمي طفلكِ كيفيّة إضاءة المصابيح في مختلف أنحاء المنزل، كما أضيفي إلى غرفته نوعاً من الضوء الهادئ والخفيف والخاص بالليل. ولكي تخرجيه من خوفه هذا تلقائيّاً، أتيحي إمكانيّة التحكّم بقوّة الضوء الموجود في غرفته وقومي بتخفيفها تدريجياً ليلة بعد أخرى. كذلك، من المفيد جداً أن تنظّمي نزهة ليليّة معه مشياً على الأقدام وناقشي معه الأمور الإستثنائيّة والمميّزة التي يستطيع رؤيتها فقط في فترة الليل.
للمزيد: 6 طرق تساعدين بها طفلكِ على تخطّي خوفه من الكوابيس
*الخوف من الحيوانات: كالخوف من الأقنعة والأزياء التنكرية، يميل الطفل إلى القلق من مختلف أشكال الكائنات المتحرّكة غير المألوفة له، ولعلّ هذه الحالة تنطبق بشكل كبير وشائع على الحيوانات. التخلّص من هذا النوع من الخوف قد يكون الأسهل، فكلّ ما عليكِ فعله هو إصطحابه إلى حديقة الحيوانات لمشاهدتها والتقرّب منها، حيث يشعر بأمان أكبر لمراقبتها من خارج قفصها. كذلك، إستعيني بالقصص المصوّرة التي تتناول حبكات أبطالها حيوانات وديّة وغير مؤذية.
*الخوف من الأشباح والوحوش: رغم أنّنا ندرك جميعاً عدم وجود أشياء كتلك، إلّا أنّ لا فائدة من إخبار طفلكِ بذلك، فالأطفال يمتلكون مخيّلة واسعة تتيح لهم تصوّر أشياء مخيفة قد لا تخطر ببالكِ، خصوصاً وإن كان يتأثّر كثيراً بالشخصيّات الخياليّة الشريرة في المسلسلات الكرتونيّة. لذلك، عوضاً عن الإستخفاف بمخاوفه تلك، قومي بأخذها على محمل الجدّ وساعدي طفلكِ في تفادي "زيارة الوحوش" له. قبل النوم، تعمّدي تفقدّ تحت سريره، في خزانته وفي الزوايا في حضوره لتعزيز الشعور بالأمان. وإليكِ حيلة سهلة وفعالة: إملئي عبوة بخاخة بالماء وأوهمي طفلكِ أنّه في مأمن من الوحوش في حال قام برشّ هذا السائل في أجواء غرفته!
*الخوف من الطقس والعوامل الطبيعيّة: طفلكِ يركض إلى سريركِ في الليل لدى سماعه صوت البرق؟ هل يرتعب من الرياح القويّة ومن المطر؟ إستغلّي محادثة طبيعيّة يوميّة لشرح تقلبات الطقس وحسناته، كالمطر الغزير الذي يروى النبات مثلاً. بالإضافة إلى ذلك، إحرصي أن تخرجي طفلكِ معكِ من المنزل في مختلف الفصول، ليتقبّل حالات الطبيعة المتغيّرة ويشعر بجمال كلّ حالة. تستطيعين كذلك الإستعانة برسوم مرحة وسهلة الفهم لتحديد حالة الطقس للأسبوع المقبل، ترسمينها معه أو تحضرينها مسبقاً، خصوصاً خلال العواصف بهدف تحضيره لتقبّلها.
للمزيد: 5 طرق تُساعدين بها طفلكِ على تخطّي خوفه من طبيب الأسنان