رغم أنّكِ أتممت تدريب طفلكِ على النونية على أكمل وجه، وإستغنيتِ كلياً عن الحفاضة في النهار، قد تواجهين مشكلة من نوع آخر: التبول اللاإرادي في فترة الليل!
هذه الحالة، والتي يفضّل الأهل إجمالاً إبقاءها سرّاً، هي شائعة أكثر مما تظنين وتطال شريحة كبيرة من الأطفال دون سنّ الخامسة. لحسن الحظّ، تتضاءل نسبة الأطفال المصابين بها مع الوقت، ولكنّها قد تستمرّ أحياناً إلى ما بعد سنّ العاشرة. فإن كان طفلكِ يعاني من هذه المشكلة، كيف تساعدينه على التخّلص منها؟ إليكِ في هذا السياق بعض النصائح التي ستفيده بشكل كبير:
مشكلة عصبية:
يجب أن تدركي أوّلاً أنّ مشكلة التبول اللارادي مرتبطة إجمالاً بخلل عصبي، بحيث لا يقوم الدماغ بتلقّي إشارة من المثانة عن ضرورة إفراغها، فيقوم الجسم بفعل ذلك تلقائياً كما الحالة مع الأطفال الرضع. لذلك، الضغط على طفلكِ ولومه لا ينفع، فحالته وكما يدلّ إسمها لا إرادية بكلّ ما للكلمة من معنى!
كذلك، من المهم أن تشرحي لطفلكِ أنّ ما يواجهه مشكلة لا علاقة له بها، ولا يجب أن يشعر بالخجل أو من أنّه "طفولي" ولا يكبر كما يجب.
ما العمل؟
> من المحتمل أن يكون التبول الاإرادي لدى طفلكِ مرتبطاً بمشاكل صحيّة أخرى
- الحدّ من السوائل مساءً: خطوة بسيطة ومهمّة، ستخفّف من حدّة المشكلة لدى طفلكِ بشكل كبير. فإحرصي على الإمتناع عن إعطائه السوائل على أنواعها في فترة المساء، وبالأخص تلك التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والمشروبات الغازية.
- إنذار البلل: هذه التقنية مثبتة علمياً من ناحية الفعالية، وتكلفتها مقبولة جداً؛ إذ تجدين في متجر مستلزمات الأطفال ما يسمّى بإنذار البلل أو Bed Alarm وهو بسعر مقبول نسبياً. يعمل هذا الإنذار على إلتقاط حدوث أي بلل في السرير، ويقوم بإيقاظ طفلكِ عند التبول بواسطة صوتٍ معيّن يشبه المنبّه. رغم أن ذلك يحصل بعد تبليل السرير، إلا أن الإنذار يدرب الدماغ على الإستيقاظ في وقت أبكر مرة بعد أخرى، لينتهي به الأمر وهو يستيقظ قبل التبول! من المهم أن تكوني إلى جانب طفلكِ لإيقاظه جيّداً وتدارك الأمور في المراحل الأولى.
- إستبعاد المشاكل الصحية: من المحتمل أن يكون التبول الاإرادي لدى طفلكِ مرتبطاً بمشاكل صحيّة أخرى، كالإمساك الذي يقوم بالضغط على المثانة. أمّا إن ظهرت المشكلة بشكل مفاجئ، قد يكون مصاباً بإلتهاب المثانة. في شتّى الأحوال، لا تخجلي من مراجعة طبيب الأطفال للقيام بالفحوصات اللازمة.
- الأدوية للحالات الإضطرارية: كي لا يؤثر الأمر على نفسية طفلكِ ويتعارض مع حياته اليومية، بإمكانكِ، وبعد وصفة طبيبه بالطبع، إعطاؤه أحد الأدوية المضادّة للتبول، والتي يستطيع أخذها في حال أراد الذهاب إلى رحلة تخييم أو قام بالمبيت لدى أصدقائه، وذلك لتفادي حصول أي إحراج. تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الدواء مؤقت، وسيعود طفلكِ إلى تبليل سريره سرعان ما يتوقف عنه، وبالتالي يجب العمل على الحلول الأخرى أعلاه، وترك الدواء للحالات الإستثنائية.
هكذا، وبخطوات بسيطة، ستسطيعين الحدّ قدر الإمكان من تبليل طفلكِ للسرير، ومساعدته على تخطي المشكلة تدريجياً!
إقرئي المزيد: 4 أمور تفعلها الام تزيد من مشكلة التبول اللاارادي لدى الطفل