إنّ الانطوائيّة والعزلة لدى الطفل هي أحد الأعراض التي تدلّ الى أنّ طفلك يعاني من مشكلة تسببّ له الألم والوجع على الصعيد العاطفي. يبذل العديد من الأهل كلّ جهدهم من أجل مساعدة طفلهم الذي يعاني من الانطواء إلاّ أنّهم غالبًا ما يدفعون به الى الانجرار أكثر فأكثر الى العزلة.
ويظهر السلوك الانطوائي على شكل امتناع الطفل عن التواصل أو التفاعل الاجتماعي مثل بناء صداقات والانخراط في الأنشطة الاجتماعية وحتّى قد يتحاشى الاختلاط مع أفراد عائلته، كما قد يتجنّب المشاركة في الأحاديث في الأماكن العامّة أو اللعب مع الأطفال الآخرين ويفضلّ اللعبّ بمفرده في المنزل. ويمكن أن تكون الانطوائية والعزلة بغاية الخطورة إن لم يتمّ معالجتها في وقت مبكر. لذا، يجب أن تراقبي تصرّفات طفلك وفي حال لاحظت لديه أي علامة من علامات الانطواء إن كان في البيت أو في الأماكن العامة أو إن أبلغتك المعلّمة عن سلوك انطوائي لدى طفلك في المدرسة، أرجو أن تتبّعي النصائح التالية التي ستساعدك على التعامل مع طفلك من دون تفاقم الوضع.
للمزيد: نصائح المعالجة النفسية لتعليم الطفل الدفاع عن نفسه
• حدّدي المشكلة الأساسية: كما سبق وذكرت إنّ الانطوائيّة والعزلة هي أحد الأعراض التي تدلّ الى وجود خلل ما أو مشكلة كامنة عند الطفل مثل الاكتئاب أو سوء المعاملة أو الخوف من الذّل أو الافتقار الى تقدير الذات أو تعرّضه للتنمرّ أو مشاكل عائلية وغيرها. لذلك من الضروريّ معرفة السبب الذّي يدفع بإبنك الى الانطواء والعزلة من خلال مراقبته والتحدّث معه من دون الضغط عليه وايجاد حلّ للمشكلة.
• لا تمارسي الضغوط على طفلك: حاولي ألاّ تتذمريّ أو تضغطي على طفلك لكي يختلط مع بقية الأطفال لأن لو كان الأمر بيده لقام بذلك. إن قمت بالضغط عليه سيشعر بالمزيد من الاحباط وسيصبح أكثر انطوائية وعزلة عن الناس كما سيشعر بالذّل والفشل الاجتماعي.
• خصصّي وقتًا لطفلك: يجب أن تنخرطي في عالمه وتشاركيه اهتماماته ولكن من دون أن تفرضي عليه أي شيء. إن أظهرت له اهتمامك بعالمه الخاص سيشعر طفلك بالأهمية ما سيساعده على توكيد الذات والثقة بالنفس.
• إنتبهي لتصرفاتك مع طفلك: إنّ السلوك الانطوائي لدى الطفل لا يظهر فجأة ومن دون أي سبب. لذا، إنتبهي الى كيفية تصرفك معه إذ قد يؤثر ذلك على سلوكه. لأنّ معظم المشاكل العاطفية لدى الأطفال سببها المنزل والمحيط العائلي فلا تلقي اللوم على طفلك بسبب سلوكه وحاولي أن تري ما الذي قد قمت به وأثّرّ على تصرفاته.
• لا تتّردي بطلب المساعدة: إن لم يتمّ معالجة مشكلة العزلة عند الطفل فقد تتفاقم وتؤدي به الى إيذاء نفسه، لذا لا تخافي من طلب المساعدة من أحد الأخصائيين. ليس من المعيب أن تلجأي الى أخصائي لإستشارته حول وضع طفلك وحتّى أن تقترحي على طفلك أن يطلب مساعدة نفسية. إن كان طفلك يبلغ من العمر 5 سنوات وما فوق يجب أن تطلبي إذنه أوّلاً للذهاب الى معالج نفسي لأنّك إن قمت بأخذه بالقوّة ستتسببيّن بنتيجة عكسيّة.
للمزيد: المعالجة النفسية تشرح عن كيفية تنمية الذكاء العاطفي لدى الطفل