الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم عواطفك وتحديدها وحسن إستعمالها والتحكمّ بها في شكل إيجابي. كما يتضمّن القدرة على التعاطف مع الآخرين والتواصل معهم بفاعليّة وحلّ الخلافات والتغلّب على التحديّات والصعوبات. ولا يقلّ الذكاء العاطفي أهميّة عن القدرة الفكريّة؛ إذ يساعد الفرد على بناء علاقات جيّدة مع الآخرين، وعلى أن يصبح موظفًا ناجحاً في المستقبل وحتّى رائدًا في المجتمع وعلى تحقيق أهدافه الشخصية. ويشمل الذكاء العاطفي أربعة مجالات رئيسية وهي: الوعي الذاتي والوعي الاجتماعي وإدارة العواطف الذاتية للفرد وتوجيه علاقاته مع الآخرين. وتحدّد هذه العناصر الأربعة مستوى الذكاء العاطفي لدى الطفل وكلمّا كان هذا المستوى مرتفعًا كان طفلك ناجحًا على الصعيدين الشخصي والاجتماعي.
تجدر الإشارة هنا الى أنّ هذه الصفات لا تولد مع الانسان ولكنّ الأهل يلعبون دورًا مهمًا في تنمية الذكاء العاطفي لدى أولادهم خلال مراحل حياتهم المختلفة. إنّ الشبكات في خلايا الدماغ التي تتكوّن في الفترة الممتدة ما بين الولادة الى عمر الـ الـ4 سنوات هي جوهريّة من أجل بناء أسس متينة لقدرات الطفل العاطفية والإدراكيّة. لذا، سأقدّم لك فيما يلي 5 نصائح تساعدك على تنمية الذكاء العاطفي لدى طفلك:
للمزيد:المعالجة النفسية تشرح عن تأثير الأهل على ذكاء الطفل
• احرصي دائمًا على الاعتراف بمشاعر طفلك والاستجابة لها ولا تحاولي تجاهلها. إذ يقترف معظم الأهالي خطأ تجاهل مشاعر أطفالهم ظنًا منهم أنّها ليست بالأهميّة التي يعتقدونها. تذّكري بأنّ خبرتك في الحياة ونضجك العاطفي يساعدانك على رؤية الامور في شكل مختلف عن طفلك. لذا، إعطي أهميّة لمشاعر طفلك وساعديه على التعامل مع موقف معيّن من خلال أساليب مختلفة.
• حاولي تنمية قدرتك على ادراك مشاعر طفلك وفهمها. من المهمّ جدًا للطفل أن يشعر أنّك تلاحظين أو تهتميّن لمشاعره فهذا بالنسبة اليه إثبات على أنّ مشاعره حقيقية وذات قيمة ما يمنحه شعورًا بالثقة والتقدير.
• ساعدي طفلك على التعبير عن نفسه. هناك العديد من الأطفال الذّين لا يعرفون كيف يعبرّون عن أحاسيسهم عبر الكلام فيعبرون عنها بالأفعال كالتمرّد وسوء التصرف والعدائية والعزلة والخ. هذا السلوك هو مؤشر الى عجزهم عن التواصل بالكلمات وهنا يكمن دورك في مساعدة طفلك على إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن عواطفه.
• حاولي الانخراط أكثر في حياة طفلك: إنّ التدخل في حياة طفلك لا يعني أن تضيّقي الخناق عليه بل فقط أن تكرسيّ بعض الوقت لتقضيه معه. خذيه الى النشاطات التي يمارسها، اسأليه عمّا يحبّ أن يقوم به، انخرطي في نشاطاته المدرسية ولكن تذكريّ دائمًا بألاً تتجاوزي حدودك وتتحوليّ الى أمّ مسيطرة على حياة أولادها. هذا الانخراط سيمنح طفلك الشعور بالأمان وسيدرك أنّ وقته وحاجاته لا تقلّ أهميّة عن حاجات شخص بالغ أو أي أحد آخر.
• حافظي على الضوابط والحدود: لكي تتمكنيّ من النجاح في دورك يجب أن تحرصي على إبقاء الضوابط والحدود واضحة ومتماسكة. يجب أن تضعي نظامًا وقواعد ليتقيّد بها طفلك فهو بحاجة ماسّة إليها لكي يحسّن سلوكه ويتخلّص من قلقه وسيكون هذا بمثابة وسيلة تساعده على تنمية مهاراته الاستراتيجية في ما يتعلّق بإيجاد حلول للمشاكل والتغلب على الصعوبات التي يواجهها.
للمزيد: كيف تُعلّمين طفلك التسامح؟