هل أنتِ من الأشخاص الذي يؤمنون أنّ شخصية الفرد تولد معه ولا تتبدّل مع الوقت، بل تنضج وتزداد وضوحاً؟ رغم أنّ هذا الظنّ الشائع قد يبدو منطقياً، إلّا أنّ دراسة إستمرّت لـ63 سنة جاءت لتثبت العكس!
فعلى ما يبدو، أنتِ قد لا تشبهين نفسكِ عندما كنتِ في مرحلة المراهقة المبكرة مثلاً، وتخضع شخصيتكِ لتغيرات ملحوظة مع الوقت، وحتّى تغيّرات جذرية.
هذا ما توصّلت إليه الدراسة الأطول في تاريخ الأبحاث المتعلّقة بشخصية الفرد، والتي أجريت في جامعة University of Edinburgh في المملكة المتّحدة. وبالتفاصيل، إستندت هذه الدراسة على إختبارات للشخصية أعطيت من قبل الأساتذة في المدرسة لتلامذة في سنّ الـ14 وقتها. وتمّ تحليل شخصيات هؤلاء التلامذة حسب المعايير التالية: الثقة بالنفس، الضمير الحي، المثابرة، الرغبة في التفوق، الفرادة، وإستقرار الحالة المزاجية.
الدراسة لم تنتهِ عند هذا الحدّ بل تمّ تعقّب أثر 174 من هؤلاء الأفراد بعض مرور 63 عاماً! المشاركين، والذين بلغوا عمر الـ77 في ختام الدراسة، خضعوا لإختبارات الشخصية مجدداً، والتي تهدف إلى تحليل المعايير المذكورة أعلاه ذاتها. كذلك، طُلب منهم جلب شخص مقرب منهم لتقييم هذه الصفات فيهم على السواء.
فكيف جاءت النتيجة؟
عكس كلّ التوقعات، لم يظهر أي تشابه أو تقارب ما بين معظم النتائج التي حقّقها الأفراد بين الماضي والحاضر، ليسود نمط موحد على مختلف التغيرات: إستقرار أكبر في الحالات المزاجية وضمير حيّ أكثر وضوحاً.
ولكن رغم دلالة نتيجة هذه الدراسة الكبيرة، إلّا أنّ البعض إعتبرها غير دقيقة مئة بالمئة، وذلك لأنّ عدد الأشخاص الذين تمّ رصدهم للجزء الأخير من الدراسة أصغر بكثير من الأشخاص الذين تمّ تحليل شخصياتهم منذ 63 عاماً، كما أنّ إختبارات الشخصية التي أجريت من قبل الأساتذة تختلف عن التحاليل التي استعملت لاحقاً من ناحية البنية.
لكن، ومهما اختلفت الآراء والنظريات حول هذا الدراسة، إلّا أنّها جاءت لتؤكّد أن شخصيتك تتغير أكثر مما تظنينه مع الوقت!
إقرئي المزيد: إختبار: ماذا تكشف الطريقة التي ترتدين بها حمالة الصدر عن شخصيتك؟