لا تقلّ أهمية الصحة النفسية والعاطفية لدى الأطفال عن أهمية الصحة الجسدية ؛ فهي أشبه بكوبٍ يحتاج إلى أن يُملأ بالعاطفة والحب والأمان والإهتمام. إذا كان الكوب ممتلئاً، فذلك يعني أنّ طفلك سعيداً. أمّا إذا كان فارغاً، فذلك قد يجعله متوتراً كما قد يدفعه إلى البحث عن طرقٍ أخرى لملئه. من هنا، ما رأيك في التعرف على التصرفات والكلمات التي من شأنها أن تملأ ذلك الكوب أو تفرغه؟
كيف نملأ هذا الكوب؟
- "أحبك": لا تقللي من أهمية قول كلمة "أحبك" ومن دون شروط فيعرف طفلك أنك تحبينه لأنه طفلك وليس لأنه مجتهد أو ناجح أو لأي سبب آخر.
- "أنا أثق بك": أكثر ما يملئ كوب العاطفة لدى طفلك هو إشعاره بثقتك به؛ فهذه الثقة هي التي تجعله في المستقبل فرداً مسؤولاً يثق بنفسه ويصنع قراراته.
- "ما رأيك؟": لا تترددي في الأخذ في الإعتبار رأي طفلك، فذلك يُساهم أيضاً في منحه الشعور بحبك له وثقتك به واحترامك لآرائه حتى ولو كان صغيراً.
- تشجيع الطفل ودعمه معنوياً: عوضاً عن توبيخه بسبب عدم حصوله على علامات جيّدة، قدمي له الدعم المعنوي الذي يحتاجه كي يقدّم الأفضل في المرة المقبلة ويعلم أنّ الحياة هي ربح وخسارة.
كيف نفرغه؟
- "أنت فاشل": هي لا تفرغ كوب طفلك العاطفي فحسب إنّما تدمّره وتقضي على شخصيته وثقته بنفسه. بدلاً من توبيخ الطفل باللجوء إلى مثل هذه الكلمة، احرصي على دعمه وتشجيعه والوقوف بجانبه.
- المقارنة: مثل "أنظر إلى أخيك كيف استطاع أن يفعل ذلك"، أكثر ما يدمّر ثقة الطفل بنفسه هي مقارنته بأطفالٍ آخرين مع تسليط الضوء على حسناتهم مقارنةً بسيئاته أو نقاط ضعفه.
- الضرب والصراخ: كذلك، للضرب والصراخ تأثير سلبي على صحة الطفل النفسية إذ يؤديان إلى شعوره بالخوف من أهله، وعدم الثقة بهم كما تولّد لديه العدائية، والتمرّد، بالإضافة إلى المزاجية الحادة. والأسوأ من ذلك هو أن هذا الأمر يجعله يسمح للآخرين بمعاملته هكذا كون هذا التصرف يصدر عن أهله "مصدر الآمان" بنظره.
- الأوامر: إنّ كثرة فرض الأوامر على الطفل قد تزيد من عناده وتدفعه إلى التصرف بعدائية. بدلاً من طلب ما تريدينه من طفلك بصيغة "الأمر"، أعطيه إحتمالات وأعرضي عليه النتائج واجعليه هو يتخذ القرار المناسب: في الخارج برد شديد كيف سنخرج؟ يقول لك: نرتدي قبعة ومعطف.
وأخيراً، احرصي على أن يكون كوب طفلك مليئاً ليتمكن من تحقيق التوازن العاطفي الذي يحتاجه في حياته ويعبر عن نفسه خير تعبير.