إنّ تعلّق الطفل بأهله هو أمر مهمّ بالنسبة له لكي يستطيع تطوير علاقة سليمة معهم مبنيّة على الثقة والأمان. ووفقًا لعلماء النفس، تعتقد نظرية التعلّق بأنّ الطفل بحاجة الى التعلقّ بأوّل شخص يوفّر له الرعاية كي يشعر بالأمان والحماية من أجل البقاء. ويعتبر الشخص الذّي يوفر الرعاية كنقطة مرجعيّة يلجأ إليه الطفل طالبًا الحماية ما إن يصبح مستعدًا لمواجهة الحياة واستكشاف العالم. ويبدي بعض الأطفال تعلّقًا كبيرًا بأهلهم إذ تصيبهم نوبات بكاء عند الانفصال عن أهلهم، وقد يمرّ البعض الآخر بنوبات بكاء إن غاب أهلهم عن نظرهم. قد يكون هذا الأمر مزعجًا بالنسبة الى الأهل ومحبطًا ومقلقًا في الوقت ذاته، ولكن ما يجب أن تعرفيه هو أنّ طفلك يفتقد الى الأمان كما يشعر بالخوف والقلق عندما لا يجدك بجواره أو ما إن تغيبي عن نظره لبرهة. إن كان طفلك شديد التعلّق بك حاولي إذًا أن تتّبعي النصائح التالية لكي تساعديه على التعوّد على الأمر والانفصال عنك من دون بكاء.
للمزيد: فرح: هكذا تتعاملين مع الطفل صعب المراس!
• الاستجابة له بشكل ملائم: يكون الطفل في ترقبّ دائم ليرى كيف ستكون ردة فعلك على تصرفاته. إن كان يبكي أو يشعر بالخوف أو الفرح أو الجوع وهلّم جرًّا فمن المهمّ أن تستجيبي لتصرفاته بطريقة ملائمة من دون مبالغة ولا تواجهيه بالرفض.
• تلبية حاجاته على الفور: عندما يعطيك طفلك تلميحات فيجب أن تستجيبي له بسرعة ولا تهمليه أو تتأخريّ عليه. إن كان جائعًا فأطعميه بسرعة، إن كان يشعر بالخوف أو بالألم فيجب أيضًا أن توفريّ له الراحة. يجب أن تنميّ ثقة طفلك بك.
• حافظي على ثباتك: أي إستجبي لطلباته دائمًا بالطريقة نفسها كي لا يقع طفلك في حيرة ويصبح مشوشًا. يجب أن يعرف طفلك أنّك ستلبيّن حاجاته في أيّ وقت وفي الأسلوب ذاته.
بمختصر، كلّما شعر طفلك بالأمان والثقة والحماية الى جوارك، سينفصل عنك تدريجيًا من دون قلق وخوف.