نسمع من فترة إلى أخرى بقصص يقشعرّ لها الأبدان عن أطفال تعرّضوا للتحرش الجنسي، فنحمد ربّنا على أنّ أطفالنا بمأمن بعيداً عن هذا الخطر المقلق… فهل هم بمأمن منه فعلاً؟ وكيف نحصنّهم من التعرّض له؟ أراد أحد أطباء الأطفال أن يشارك العالم تحربته مع ضحايا التحرش الجنسي، ليقدّم إرشادات جديدة وفعالة، يتوسلّ إلى الأهل قراءتها لحماية أطفالهم!
فما الذي تنتظرينه؟ إطّلعي عليها وإعملي بها، كما شاركيها مع أكبر عدد من صديقاتكِ الأمّهات لنشر الفائدة:
- موضع الحادثة المحتمل هو آخر ما تتوقعينه: قد تخشين على طفلكِ من التحرّش الجنسي فيما هو خارج المنزل أو في الشارع، ولكن للأسف، معظم حوادث التحرش تحصل في المنزل، أو لدى أحد الأقارب أو الأصدقاء. فالإختلاء بالطفل أمر غير شائع في المدارس أو مواضع النشاطات الخارجية، في حين أنّه أسهل في المنزل. لا تسلّمي جدلاً بأنّ طفلكِ بمأمن مع أقاربه، إذ أن الفئة العمرية للتحرش تمتدّ ما بين سنين المراهقة الأولى والرشد، وقد تطال مختلف الأقراب من أعمام، أخوال وحتّى أولاد العم، والأنسباء. لذلك، أبقي عينيكِ على طفلكِ ولا تتركيه بمفرده مع أحد آخر إلّا إن كنتِ متأكّدة بنسبة مئة بالمئة أنّه في مأمن.
- حفلات المبيت أمر حساس: سواءً كنتِ أماً لفتاة أو صبي، لا تكوني متساهلة في موضوع المبيت لدى الأصدقاء أو الأقارب. فلا تعطي لطفلكِ الإذن إلّا إن كنتِ تعرفين جيّداً أهل الصديقة التي تبيت لديها طفلتكِ، وتستبعدين احتمال وجود أي طرف آخر مؤذٍ، كشقيق أكبر في السنّ غير أهل للثقة، أو راشد آخر يمكث في المنزل. كذلك، تفادي حفلات المبيت التي تضمّ عدداً كبيراً من الأطفال، فالجهة المشرفة قد لا تلاحظ غياب أحد الأطفال في تلك الحالة.
- إستعملي مع طفلكِ عبارات واضحة وعلمية للأعضاء التناسلية: الإختلاف في التسميات ومحاولة تجميلها قد يخلق حيرة لدى طفلكِ، ويصعّب عليه توصيل الرسالة إليه إن تعرّض لأي نوع من التحرّش. سمّي الأمور كما هي وإشرحي أنّها تدلّ إلى موضع خاص لا يتيح لأحد لمسه.
> اللمسة الخطيرة هي تلك التي تطال المواضع التي تغطيها الملابس الداخلية، أو التي تشعره بالخوف، القلق وعدم الراحة
- الفرق ما بين "اللمسة الآمنة" و"اللمسة الخطيرة": من المهمّ أن يميّز طفلكِ الفارق ما بين اللمسة الآمنة والمهمّة له، وما بين اللمسة الخطيرة التي تكون بدايةً للتحرش الجنسي. علّميه أن مواضع اللمسة الآمنة هي التي لا تغطيها ملابس السباحة أو الملابس الداخلية، مثل الكتفين واليدين، وهذه اللمسة يجب أن تشعره بالتحسن والأمان. أمّا اللمسة الخطيرة، فهي التي تطال المواضع التي تغطيها الملابس الداخلية، أو تلك التي تشعره بالخوف، القلق وعدم الراحة.
- لا وجود للأسرار: أطلبي من طفلكِ ألا يخبأ عنكِ أي أسرار، وبالأخص تلك التي يطلب إخفاؤها شخص راشد. كذلك، طمئنيه دائماً أنّه يستطيع إخباركِ كلّ شيء، دون الخوف من أن يتعرّض للتأنيب.
- ثقي بحدسكِ: حدس الأم لا يخطأ في أغلب الأحيان، لذلك، لا تهملي أي شعور غريب ينتابكِ تجاه أي شخص، حتّى ولو كان فرداً من العائلة. إجمالاً ما قد يظهر المتحرّش للأهل أنّه "جيّد" مع الطفل بشكل مفرط، فيهتمّ به ويطلب رفقته الدائمة بشكل مثير للريبة. كذك، راقبي طريقة تصرف طفلكِ مع هذا الشخص في حضوركِ؛ هل هو متوتّر؟ هل يحاول تفادي التواجد في نفس الغرفة معه؟ هل يرفض زيارته دون الإفصاح عن السبب؟ تستطيعين الإنطلاق من هذه المؤشرات ومصارحة طفلكِ لإكتشاف الحقيقة والتدخّل في أسرع وقت ممكن.
إقرئي المزيد: التحرش الجنسي وتأثيره على شخصية الطفل