لا بدّ من أنّك سمعت بالصعوبات التي يُمكن أن تواجهيها ما إذا قرّرت الحمل في العقد الثالث من العمر، حيث يتسارع معدّل انخفاض الخصوبة ليزداد معه خطر الإجهاض التلقائي. ولكن، مع تزايد الدراسات العلمية في هذا الموضوع، يبدو أنّنا اليوم أمام حقيقة أخرى حيث تبيّن أنّ الإنجاب بعد سنّ الـ35 ليس عائقاً كما يُقال بل قد يكون مفيداً لك في الواقع.
في التفاصيل، كشفت الدراسة المعروفة بـNew England Centenarian Study أنّ الإنجاب بعد سنّ الـ35 قد يساهم في إطالة عمر المرأة. وأظهر البحث الذي يحمل عنوان " Feeling Old vs Being Old: Associations Between Self-perceived Age and Mortality " أنّ إنجاب طفلٍ في سنٍّ متأخر قد يساعدك على عيش حياةٍ أكثر سعادة وأكثر راحة.
وهذا ليس كل شيء؛ إذ تبيّن وبحسب دراسةٍ أخرى أنّ تأجيل الإنجاب إلى ما بعد الـ35 قد يجعلك أكثر ذكاءً كما يحسّن ذاكرتك ومهاراتك في معالجة المشاكل ويحفّر قدرتك على التحليل الفكري.
> نسبة السيّدات اللواتي ينجبن بعد سنّ الـ35 قد تضاعف بشكلٍ ملحوظ في العقود الأخيرة
من جهةٍ أخرى، يبدو أنّ هناك ميلاً لدى الكثير من السيدات إلى تأجيل الحمل والإنجاب في سنّ متأخر، حيث يكنّ قد حقّقن ذاتهن، وأحرزن الإستقرار على الصعيدين العائلي والمهني. هذا ما أكّده أيضاً المركز الوطني للإحصاءات الصحية الذي كشف أن نسبة السيّدات اللواتي ينجبن بعد سنّ الـ35 قد تضاعف بشكلٍ ملحوظ في العقود الأخيرة؛ ففرص الحمل لا تزال متاحة أمام السيدات في الثلاثينيات من العمر لا سيّما إذا كنّ يتمتعن بصحة جيّدة. وحتى لو لم يتمكن من ذلك، فهناك العديد من الخيارات الآن مثل التلقيح الصناعي، وتأجير الرحم أو الحمل البديل.
وأخيراً، إذا كنت من النساء اللواتي يفكرن في تأجيل الأمومة إلى الوقت الذي يحرزن فيه الإستقرار العائلي والمادي، فننصحك بعدم تأجيل ذلك مدّة طويلة تجنّباً للمضاعفات التي قد تطرأ خلال الحمل كلّما تقدّمت في السن.