ما حكم إهمال الصلاة في الإسلام؟ وما نظرة الشرع لهذا الموضوع؟ الشيخ وسيم المزوق يشرح بالتفاصيل في ما يلي:
فقد ورد الأمر بالصلاة فى آياتٍ كثيرة من كتاب الله كما فى قوله تعالى (فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا) [النساء 103] وقولِه (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) [البقرة 238]، وجعلها النبي صلى الله عليه وسلم الركن الثاني من أركان الإسلام العظيم حين قال: "بني الإسلام على خمس .. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة .. " والصلاة تهيئ العبد لمناجاة الله تبارك وتعالى، وتنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، قال تعالى (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) [العنكبوت 45].
ولعظم أهمية الصلاة كانت آخر ما وصى به صلى الله عليه وسلم قبل رحيله إلى الرفيق الأعلى حين قال (الصلاة الصلاة .. وما ملكت أيمانكم).
فللصلاة منزلة عظيمة وأهمية بالغة في الإسلام وفي حياة المسلم، فهي عمود الدين، وهي العبادة الوحيدة التي لا تسقط بحال من الأحوال، إلا في حالة فقدان وغياب العقل، فالعقل مناط التكليف.
للمزيد: الشيخ يشرح عن خصائص العبادة في الاسلام
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات. ما تقولون؟ أَيُبقى ذلك من درنه شيئًا ؟ قالوا: لا يُبقى ذلك من درنه شيئًا. قال: فذلك مثلُ الصلواتِ الخمس يمحو الله بهن الخطايا" فالصلاة تطهر الجسد والنفس وتزكيها، وقال عليه الصلاة والسلام: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله"،
وبناء عليه: قال العلماء: من ترك الصلاة جحوداً وإنكاراً لفرضيتها فقد كفر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"رواه مسلم فحمل العلماء هذا الحديث على من تركها جحوداً، وأما من تركها إهمالاً وكسلاً فلا يحكم بكفره بل هو مرتكب كبيرة من الكبائر، يجب عليه التوبة النصوح والمبادرة إلى قضاء الصلوات الفائتة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمس صلوات افترضهن الله تعالى من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه"رواه أبو داود، فلو كان تارك الصلاة كسلاً كافراً لم يكن عليه الصلاة والسلام ليقول:..ومن لم يفعل…. إن شاء غفر له…"، لأن الكافر لا يغفر له.