تعدّ مشكلة جفاف الجسم من المشاكل التي قد تواجه أيّ شخص في أي وقت من السنة وخاصة في فصل الصيف عندما نتعرّض لدرجات الحرارة المرتفعة ولا نزوّد أجسامنا بكميات من الماء والسوائل الضرورية. وغالباً ما يظهر جفاف الجسم من خلال إصابة الفرد بآلام المفاصل، أوجاع الرأس، وتقرحات المعدة. ولكن لمَ تظهر هذه الأعراض؟ إنّ الماء عنصر ضروري لإبعاد السموم الحمضية عن الخلايا، وإذا ما نقص معدّله في الجسم تحوّلت هذه السموم إلى أوجاع.
ولكن هل يختلف تأثير الجفاف على الجسم بحسب العمر؟ نعم، هذا ما أكّدته الدراسات والجمعيات الطبية العالمية التي أظهرت أنّ جفاف الجسم عند الأشخاص المتقدّمين في السنّ قد يعرّضهم، وعلى خلاف غيرهم، إلى الإصابة بالهذيان وهو الحالة التي يمكن أن تكون دليلاً لإصابة هؤلاء بأحد الأمراض الخطيرة مثل أمراض الكلى أو أمراض الكبد أو حتّى دليلاً للإصابة بمرض الخرف. وتظهر مشكلة الهذيان بشكل خاص من خلال إضطرابات عديدة تصيب القدرات الذهنية للفرد مثل الوعي والإدراك. كما أنّها قد تتمثّل بالشعور باضطراب جسماني عام وسرعة الشعور بالهلع والخوف من أبسط الأمور.
ولا تتوقّف أعراض الهذيان، الذي قد يصيب ذوي الجسم الجاف، عند هذا الحد بل قد تتعدّاه لتظهر من خلال إضطرابات في عادات النوم أيضاً والسمع والرؤية، هذا بالإضافة إلى حصول تزايد في سرعة نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم. واستناداً إلى ما سبق نؤكّد مجدّداً أهمية شرب كميات كافية من السوائل من قبل جميع الأفراد من كافة الفئات العمرية حرصاً على عدم الإصابة بجفاف الجسم الذي قد يؤدّي في بعض الحالات الخطيرة إلى فقدان الوعي أو الموت.