مرحلة الولادة وما بعدها أصعب بألف مرّة لو حلّت قبل أوانها وأسفرت عن إنجاب طفلٍ خديجٍ غير مكتمل النّمو. لماذا؟ لأسبابٍ كثيرة، على حدّ قول الأمهات، دعينا نذكر لكِ في ما يلي الأبرز بينها:
- لأنها تضع الأم في حالة صراعٍ خانقة لا تستفيق منها إلا بعد رؤيتها للصغير المنتظر.
- لأنها تفصل ما بين الأم و"الكائن" الذي طال انتظارها له.
- لأنها تُحوّل التوقعات المفرحة إلى قرارات غير معقولة لا بدّ من اتخاذها.
- لأنها تُحلّل سماع مصطلحات ومفردات على شاكلة "إعاقة ونوبات صرع وعمى ومعدلات بقاء" في الوقت الذي لا تحتاج فيه الأم لأكثر من كلمة "مبروك!"
- لأنها تحرم الطفل من أحضان أمه ساعات وأيام وحتى أسابيع.
- لأنها تُوجع قلب الأم برؤية طفلها مطروحاً في الحضانة ومغموراَ بالأجهزة الطبيّة، لا حول له ولا قوة.
- لأنها تفرض على الأم وداع طفلها والابتعاد عنه يوماً بعد يوم.
- لأنها تشغل بال الأم بالتجهيزات الطبيّة الحديثة كأنبوب الإطعام والمنفّسة بدلاً من الحفاضات وعربات الأطفال والأمور الأخرى الاعتيادية.
- لأنها تستوجب من الأم تعلّم الكثير عن رعاية طفلها من الغرباء، كالممرضات وأخصائيي التنفّس وسواهم.
- لأنها تمنع الأم من رضاعة طفلها وتحميمه وتغيير الحفاض له بنفسها.
- لأنها تُعلّم الأم البحث عن غرائزها الرازحة تحت ثقل التوتر والضغوط النفسية الهائلة والوثوق بها.
- لأنها تتطلّب من الأم الكثير من الصبر إلى حدّ يفوق حدود التحمّل أحياناً، لاسيما مع العودة كل ليلة إلى منزلٍ فارغ وغرفة مولود فارغة إلا من الأغراض.
- لأنها تدفع بالأم إلى الاحتفال بأي تقدّم أو إنجاز مهما كان بسيطاً، كاكتساب الطفل قرابة الـ5 غ مثلاً أو تناوله ملعقة كبيرة من الحليب أو بكل بساطة حمله.
- لأنها تضع الأم في نزاع كبير مع نفسها كي تحافظ على إيمانها وتستوعب ما حصل ويحصل معها ومع طفلها.
- لأنها تضع الأم تحت ثقل مشاعر سلبية تُمزّقها، كالحسد من الأمهات اللواتي ولدن أطفالهم في أوانهم والغضب من الجسم الذي خذلها والذنب إزاء أمور لم تكن في يدها أساساً.
- لأنها تضع الأم في حالة خوف مستمر من احتمال توقّف الأجهزة الطبية عن العمل في أيّ لحظة فتخسر صغيرها والأمل.
- لأنها تُخيف الأم من فكرة اصطحاب مولودها إلى المنزل بعد طول انتظار، أكثر ممّا تُفرحها.
- لأنها تُعلّم الأم التعايش مع التوتر والقلق والخوف وكلّ المشاعر السلبية التي ترافق هذه المرحلة الدقيقة، من دون أن تُنقص من أملها أو حبّها لطفلها مقدار ذرّة.
لكي تتجنّبي كلّ ما تقدّم وتمنحي صغيركِ فرصةً حقيقيةً لحملٍ صحيّ لا ينتهي قبل أوانه، إحرصي على اتباع إرشادات طبيبك بالحذافير والنصائح التي نُشاركك تفاصيلها في مقالات "عائلتي" في قسم الحمل.
اقرأي أيضاً: 5 أمور لن تفهمها أو تحسّها سوى أمهات الأطفال الخدّج!