وسط انتشار التشجيع على الأمومة الإيجابية والعصرية، أنا أم أمضي ويك أند في الشهر من دون أولادي لأسباب واقعية والنتيجة مهمّة لي ولهم!
كوني أمًّا متفرغّة، جعلت الأمومة منّي امرأة منشغلة بكلّ شيء إلّا بنفسها، تتحرّك كالمكينة لتصريف الأعمال وتلبية الإحتياجات من الفجر إلى المساء. صدق من قال إنّ الأمومة أصعب وظيفة في العالم!
في الحقيقة، أصبحت مع الوقت امرأة متوترة وبائسة، حتى أنّ زوجي لاحظ هذا التحوّل وتلقّى أطفالي هذه الذبذبات السلبية. من هنا، شجّعني، مشكورًا، على إيجاد طرق للاعتناء بصحتي وسعادتي لأتمكّن من إكمال دوري كأم بتأثير إيجابي وبنّاء. إذ لا ينفع التعب والشقاء بنفسية محطّمة!
رحت أبحث عن طرق تناسبني وتجدد طاقتي، حتى صرت أقولها علانيّةً ” أنا أم أمضي ويك أند في الشهر من دون أولادي وزوجي!” في الواقع، مغامرات الأم في “رحلة” توصيل الأطفال للمدرسة كل صباح ليس الهمّ الوحيد، في الويك أند أيضًا تستكمل كل أمّ دورها. لذا، قررت أن أخصص لنفسي وقتًا حقيقيًا للراحة.
كأمّ، قد يكون من الصعب إيجاد الوقت لتضعي نفسك في المرتبة الأولى وسط ضغوط الروتين اليومي، لذا تناقشت مع زوجي عن احتمال أن يمضي ويك أند في الشهر بمفرده مع الأطفال لأتمكّن من استعادة نشاطي، وقد وافق وشجّعني على ذلك!
من خلال تخصيص وقت كامل لي بعيدًا عن المنزل لليلة في الشهر، حصلت على فرصة حقيقية وفعلية للراحة وممارسة اليقظة والتفكير السليم في سير الأمور. لا أعتبر هذا الوقت مجرد فترة للتجديد، ولكنّه يتعلّق أيضًا بتذكّر هويتي وما أحب أن أفعل بعيدًا عن كوني أمًّا. فالأمومة لا تختزلني، رغم أنّه بعد إنجاب الأطفال، قد يكون من السهل أن تشعر المرأة بأن نفسها القديمة قد ضاعت. صدّقيني! ويك أند في الشهر بعيدًا عن الأطفال والمسؤوليات العائلية، سيمنحك فرصة لإعادة اكتشاف قلبك ومرادك. هناك جدول ثابت لحياة المرأة قبل الأمومة وبعدها ومع ذلك يمكن تعديله بما يتناسب مع نموّك وراحتك.
إضافة إلى ذلك، اكتشفت أنّي لست لوحدي. عزز انغماسي في دوري كأم الشعور بالوحدة بحيث أنّه لم يعد بإمكاني الإختلاط كثيرًا والخروج مع الأصدقاء. في الواقع، عندما نتواصل اجتماعيًا، نجد إحساسًا بالرضا إذ نستمع إلى أصوات أخرى، قد تكون مختلفة وقد تكون مماثلة، لا يهمّ! كنت بحاجة أن أرى نفسي وسط أمور أخرى غير الأمومة، وقد استطعت ذلك من خلال تخصيص ويك أند في الشهر للنوم أوّلًا، ممارسة التنس، رياضتي المفضّلة، الرسم على الأقمشة، هوايتي التي أهملت وأيضًا استطاعت الخروج لشرب فنجان قهوة بهدوء مع صديقتي المفضّلة ولو حتى مرّة في الشهر.
أخيرًا، لا يوجد أحد سعيد طوال الوقت، ولكن تخصيص الوقت للعناية بالصحة النفسية والشخصية وبناء العلاقات المفيدة ضروري للإستمرار، وتحديدًا لنا نحن الأمهات!