سيناريو شائع دائماً ما نلحظه في العائلات التي يتعدّى الفارق العمري ما بين أطفالها الـ3 سنوات تقريباً؛ إذ بات من الطبيعي أن نرى طفلاً يجالس أخاه الأصغر ويهتم به في غياب الأهل… ورغم أن هذا الطفل يكون أحياناً أهلاً للثقة ولا يعرّض شقيقه لأي مخاطر، إلّا أنّ دراسة روسية في علم النفس شدّدت على أهمية تفادي هذا التصرف، ولسبب مهم جداً على كلّ أهل الإطلاع عليه!
قد يبدأ الأمر بتفاصيل صغيرة غير مهمّة مثل: "أبقي نظركِ على أخيكِ الصغير فيما أدخل الحمام لدقيقتين"، وعندما ترجع الأم، تجد أنّ رضيعها قد استيقظ ولم يبكِ لأنّ شقيقته تقوم بهزّ لعبته المفضلّه وتطمئنه بصوتٍ رقيق مقلّدةً طريقة تكلّم والدتها! إنّها لحظة عائلية رائعة تعزّز الرابط ما بين الأخوة، ولكن التمادي في هذه النقطة مع الوقت هو الأكثر خطراً.
فهنا قد تعتادين على الفكرة وتتركين طفلكِ مرّة أخرى في عهدة شقيقه، ولكن في مكان عام مثلاً. قد تمضي الأمور على خير، ولكن أبقي في بالكِ أنّه من المحتمل أن يقوم الصغير بإيذاء نفسه فيما هو تحت إشراف أخيه الأصغر؛ كالوقوع من عربته على سبيل المثال لا الحصر.
وفيما قد يهدأ الطفل الصغير بسرعته من سقطته هذه، قد يشكّل الأمر صدمة على الشقيق الأكبر، ليشعر بالذنب ولا يتوقف عن البكاء. وفي بعض الأحيان، قد يرفض الذهاب مرّة أخرى إلى المكان الذي حصلت فيه الحادثة، أو مجالسة شقيقه! بإختصار، هذا النوع من المسؤولية الكبرى لا يجب أن توكل إلى الطفل، لأنّها تعرّضه لضغط نفسي كبير ولوم الذات في حال الفشل. كذلك، فإنّ قدراته الجسدية لا تسمح له بحماية شقيقه من المخاطر المحتملة، حتّى ولو كانت قدرته العقلية ملائمة.
لذلك، لا تقومي بتوكيل مهمّة المجالسة لطفلكِ، إلّا إن كان الفارق العمري بينه وبين شقيقه الأصغر يتخطّى الـ12 عاماً على الأقلّ، إذ أنّه في هذه المرحلة العمرية قادر بشكل مكتمل على حمايته من أي خطر. وتذكّري أن يقوم طفلكِ في هذه الحالة بالمجالسة طوعاً وبكامل رغبته، دون أي إجبار أو ضغوط واتهام بعدم المسؤولية، كيلا ينعكس عليه الأمر سلباً، وينطر مستقبلاً إلى تربية الأطفال كعبء!
إقرئي المزيد: جدول: مواصفات طفلك بين الحسنات والسيئات حسب موقعه بين أبنائك!