صحيح أنّ الفطور هو أهم وجبات اليوم، لكنّ أهميّته لا تتعدّى كونه إحدى الوجبات الأساسيّة التي يحتاج إليها الجسم على امتداد ساعات اليوم ليُحافظ على نشاطه وكامل قوّته وقدراته.
والإمتناع عن تناول الطعام اعتباراً من وجبة الفطور ليس بالخطوة الذكية، والآثار السلبية التي يُمكن أن يُخلّفها على الصحة والأداء اليوميّ في العمل أو المدرسة أو الجامعة، كبيرة.
فإن كنتِ تعتبرين أنّ وجبةً واحدةً في اليوم تكفيكِ، تذكّري بأنّ مخاطر هذه الخطوة تتخطى بأشواط الفوائد القصيرة الأمد التي يُمكن أن تحصلي عليها من الفطور!
اختلال معدلات السكر في الدم
عند تناول الفطور، يعمد الجسم إلى تخزين الدّهون فيما تتدفّق الطاقة إلى الدّم على شكل سكر مهمّته تحفيز أعضاء الجسم ومنحها القدرة على تأدية وظائفها الحيوية.
بفضل الوجبة الصباحية إذن، يحصل الجسم على الوقود الذي يمنحه إنطلاقةً مميّزة ومفعمة بالطاقة. بيد أنّ التوقّف عند حدود هذه الوجبة يُخفّض معدلات السكر في الدم إلى حدّ كبير، ما يُمكن أن يُسيء إلى أداء المرء اليوميّ في العمل أو المدرسة ويخلق مشاعر التعب والمزاجية.
هذا ويُمكن لارتفاع معدلات السكر وانخفاضها مراراً وتكراراً أن تزيد احتمالات الإصابة بداء السكري، مع مرور الوقت.
سوء التغذية
يحتاج الجسم للسعرات الحرارية كي يتحرّك ويؤدّي واجباته الحيوية، لكنّه يحتاج أيضاً إلى العناصر الغذائية الأساسية ليُحافظ على صحته. وبما أنه من المستحيل مدّ الجسم بحاجته اليوميّة من المغذيات في وجبةٍ واحدة، يقع هذا الأخير ضحية سوء التغذية وتبعاتها والتي لا يمكن لبضع حبوب من المكملات أن تُنقذها!
تباطؤ عملية الأيض
من المعروف عن الفطور دوره في تحفيز عملية الأيض وحركة الأمعاء بعد صيام الليل بطوله، ومن المعروف أيضاً عن الوجبات الأساسية والخفيفة التي تستتبعه دورها في استكمال ما بدأه الفطور وإبقاء الجسم بمنأى عن الجوع ومضاعفاته السلبية. وإنّ أيّ محاولة للتوقف عن الأكل بعد الفطور، يُدخل الجسم في نمط "التجويع" الذي يدفعه إلى استمداد القوة والطاقة من مخزونه الخاص، ويُبطئ عملياتأيضه بشكلٍ مهول. والنتيجة: زيادة كبيرة في الوزن فور العودة إلى النمط الغذائي المعتاد!
اضطرابات معرفيّة ونفسيّة
من خلال تناول وجبات طعام منتظمة يومياً، يحصل الدّماغ على ما يكفي من الغلوكوز ليعمل بالشكل الصحيح. وفي غياب الدفعات اللازمة من الغلوكوز طيلة النهار، يختبر الجسم مروحةً من التأثيرات السلبية، على غرار ضعف الذاكرة، والصعوبة في التركيز، والمزاجيّة، وعدوم القدرة على التمييز بين الجوع والشبع.
وانطلاقاً ممّا سبق ذكره، تدعوكِ "عائلتي" إلى أن تحرصي وأفراد أسرتكِ على بدء نهاركم بوجبة الفطور واستتباعها بالوجبات الخفيفة والأساسية التي من شأنها أن تؤمّن لكلّ واحدٍ منكم حاجته من السعرات الحرارية وجرعته اليومية من الزنك والحديد والماغنيزيوم والبروتين والبوتاسيوم والكالسيوم، إلخ.
وبغض النظر عن الطعام الصحيّ الذي تتناولونه في الصّباح، فإنّ إضافة الحليب إليه يمنحه نكهةً مميزة، وقيمة غذائيّة لا مثيل لها!
اقرأي أيضاً: هل يجوز للفطور أن يكون أكبر وجباتك؟