يبدو أنّ الخلايا الدبقيّة أو الخلايا المناعيّة المسؤولة عن الشعور بالألم أكثر نشاطاً في دماغ المرأة من نظيراتها في دماغ الرجل، ما يُفسّر بطبيعة الحال ارتفاع معدل الإصابة بالألم المزمن في أوساط النساء وحاجتهنّ لضعف كمية الدواء التي يتناولها الرجل لتسكين آلامه، حتى تتحسّن أحوالهنّ ويبلغنَ درجة الارتياح نفسها.
نعم، هذا صحيح. ثمة تباينات بيولوجية واضحة على مستوى الخلايا الدبقيّة بين الرجل والمرأة، ولعلّ هذه التباينات هي السبب الرئيس وراء ضعف استجابة المرأة للأدوية المسكّنة عموماً، والأدوية التي يدخل المورفين في تركيبتها، خصوصاً.
وتأتي هذه الاكتشافات والتحليلات في إطار دراسة أميركية صدرت مؤخراً في مجلة "Neuroscience" وأظهرت من خلال إجراء تجارب على مجموعة من الفئران أنّ تثبيط عمل الخلايا الدبقيّة بأنواع معيّنة من الأدوية يُعزّز قدرة إناث الفئران على الاستجابة للـمسكنات ويمنحها الراحة الكاملة تماماً كالذكور.
فهل يكون لهذه الخطوة التأثير نفسه في أنثى البشر؟
الإجابة لا تزال في عهدة العلماء والباحثين الذي سيأدبون على المزيد من الدراسات والتجارب، حتى يتمكّنوا من تحسين استجابة المرأة للأدوية المسكّنة والتخفيف من معاناتها، وهذه المرة باستهداف الخلايا الدبقية بأدوية تُثبط وظيفتها وتُخفّف من نشاطها الذي يضرّ أكثر مما ينفع في حالة الألم!
اقرأي أيضاً: ما تأثير المسكنات على عمل الدماغ؟