عندما كنت طفلة صغيرة، كانت أمي تقول دائماً: "الأم هي من يُلقى عليها اللوم في كل شيء". لم أفهم أبداً ما كانت تعنيه حينها إلى أن أصبحت أم!
بغض النّظر عما يحصل، كنت أشعر دائماً أنّي المذنبة وكأنّ ليس هناك ما أستطيع القيام به بالشكل الصحيح؛ "وما زاد الطين بلّة" قراري بعدم ترك عملي… عندها شعرت وكأنّ الجميع يحكم علي أو يصفني بالأم الأنانية.
إذا حصلت أي مشكلة مع الطفل، فذلك لأن الأم لم تفعل الشيء الصحيح؛ هل يعاني الطفل من تسوّس الأسنان؟ فذلك، لأنّ أمه لا تحرص على تنظيف أسنانه. الطفل لا ينام طوال الليل؟ الذنب يقع على عاتق الأم التي لم تنظّم نومه عبر تعويده على روتينٍ ليلي. المنزل تعمّه الفوضة؟ من الواضح إذاً أنّ الأم كسولة وتقصّر في واجباتها المنزلية. في معظم الأحيان، أشعر بالضيق بسبب عبارات اللوم وعدم سماع أي عبارة تقدير على ما أفعله كأم. من الصعب جداً الشعور وكأن العالم كلّه ضدك!
ولكن، إحزري ماذا؟ هذه ليست مشكلتي فقط إنّما مشكلة تعاني منها الكثير من الأمهات اللواتي أصادفهن في حياتي اليومية! كل أم تمرّ بأيام سيئة والحديث السلبي مع الذات هو الذي يجعلنا نشعر وكأننا لا نستطيع القيام بأي شيء صحيح أو بأننا نحصل على "علامة ناقصة في الأمومة".
ولكن، هناك بعض الخطوات التي يُمكن اتباعها للتخلص من تلك المشاعر السلبية وفهم أنّ هناك الكثير من الأمور التي نؤدي فيها دور الأمومة بالشكل الصحيح.
- الإسترخاء والحصول على قدر كافٍ من النوم: من السهل جداً تصديق الأفكار السلبية التي تراودنا عندما نكون متعبات؛ لذلك، تحتاج الأم إلى الإسترخاء لتفكّر بإيجابية وهو ما سينعكس على طريقة تعاملها مع أطفالها وأفراد عائلتها.
- فهم أنّه من الطبيعي أن تمرّ بأيام سيئة: والمرور بأيام سيئة لا يلغي الأيام الأخرى ولا يجعل منك أم فاشلة أو غير قادرة على القيام بأي شيء صحيح.
- بمجرّد أنّك تهتمين، أنت أم جيّدة: مجرّد شعورك بالذنب والقلق هو أكبر دليل على أنّك أم جيدة تهتم لأطفالها وتخاف على مصلحتهم.
والآن، ما رأيك في الإطلاع على الإنجازات الصغيرة التي تحسن مزاجك؟