لا أحد يختلف على أهمية دور الأب وتأثيره على الأسرة. ولكن، ما لا يتمّ التطرق إليه كثيراً هو كيف أنّ وجوده يؤثر بطريقة مختلفة على ابنه من ابنته.
رغم أنّ تأثير الأب إيجابي على كلّ من البنت والصبي إلّا أنّ نوع التأثيرات الإيجابية مختلفة، وذلك بناءً على طبيعة التي تجمع بكلّ منهما.
علاقة الأب بابنه
بحسب دراسة أجراها باحثون من جامعة أسكفورد، إنّ الأبناء الذين تجمعهم علاقة مميزة بآبائهم، يتمتعون بعلاقة أكثر صحية مع هويتهم الجنسية إلى جانب وعي أفضل بمشاعرهم وعواطفهم.
كآباء، نحن نعلم أنّ أطفالنا يراقبون تصرفاتنا ويعمدون إلى تقليدها. ومن منظور جنساني بحت، يتعلم الأولاد الصغار الكثير من آبائهم؛ عندما يظهر الأب احتراماً لزوجته أو والدته أو أي امرأة أخرى يصادفها في حياته، فمن المرجح أن يلاحظ ابنه هذا السلوك ويكرّره حين يكبر. كذلك، يأخذ العديد من الآباء على عاتقهم التطرق إلى مواضيع مثل الإحترام، وذلك لضمان أنّهم ينقلون قيمهم ومبادئهم إلى أولادهم.
يميل الآباء أيضاً إلى الإنخراط في أنشطة بدنية أكثر مع أبنائهم مثل الرياضة. لا يعتمد الآباء على هذه الأنشطة لتمضية الوقت مع أولادهم فحسب إنّما كفرصةٍ يمررون لهم من خلالها النصائح والإرشادات والقيم. لا ننسى أيضاً أهمية ذلك في تكوين ذكريات رائعة يستمتع الأولاد في سردها في مراحل لاحقة من الحياة!
علاقة الأب بابنته
عندما يتعلّق الأمر بعلاقة الأب بابنته، أوّل ما يفكّر به كثيرون هو ما يوفره لها من حماية وشعور بالأمان. ولكن، تأثير الأب على ابنته يتخطّى ذلك بكثير؛ فالأب هو أوّل رجل في حياة ابنته.
في حين أنّ الإبن ينظر إلى والده كمثالٍ يقتدي به، تأخذ البنت من والدها المعايير التي ستعتمد عليها لاختيار شريك حياتها أو زوجها في المستقبل. إلى جانب حمايتها، يلعب الأب دور "السند"؛ فهو من يشجّعها لتُصبح امرأة قوية، مستقلة، وقادرة على الإعتماد على نفسها.
وقد أثبتت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة أكسفورد ذلك؛ إذ تبيّن أنّ النساء اللواتي يرتبطن بعلاقة قوية مع آبائهم هن أقل عرضة للإصابة بأمراض الصحة النفسية في المستقبل.
والآن، ما رأيك في اكتشاف السبب الذي يجعل الطفل يفضل أحياناً والده على أمه؟