تعرفي مع عائلتي الى اسباب تعلق الطفل بأحد الوالدين أكثر من الآخر وتفضيله بكل الأمور التي تخصه وسنزودك بالحلول المناسبة لتخطي هذه المرحلة.
طفلك يوضح لك من دون أي تردد أنه يفضل والده عليك. فهو يطلب من أحد الوالدين الذي يفضله كل شيء من طعام، شراب إذا كان يريد النوم وغيرها من الأمور، لكن ذلك يزعجك. فتشعرين أن طفلك لا يحبك وتتساءلين لماذا يحب والده أكثر مني ويفضله علي في كل شيء؟ و هل يحب الطفل فعلاً أحد والديه أكثر من الآخر؟ وما هي أسباب ذلك؟
الإلفة والراحة النفسية
من المستحيل، أن يكنّ طفلك المشاعر نفسها والحب ذاته لك ولوالده لأنه بالتأكيد هناك واحد منكما أقرب الى قلبه، لأنه يشعر معه بالراحة النفسية، فيكون بالنسبة اليه أقرب في التفكير وفي أمور أخرى يحبها، هناك تطابق في الشخصية بين طفلك وأحدكما. لكن السبب الأساسي الذي يجعله يظهر ذلك هو “أنه يؤمن في حبك فيعرف أنه مهما حصل بينكما ومهما تزاعلتما سيحظى دائماً بحبك” هذا ما أكدته الطبيبة النفسية للأطفال كريستا سوانسن، في مركز الطفولة المبكرة في مركز سيدرز سيناي الطبي، في لوس أنجلوس.
الروتين والاستمتاع
الروتين يلعب دوراً أساسياً في تعلق الطفل بأمّه أو والده، ولكن الطفل أيضاً ينجذب إلى الشخصية الأكثر متعة وغالباً ما تكون هذه الشخصية هي الأب لأنه لا يتحمل أعباء المنزل وتربية الأطفال فيلهو مع أطفاله ولا يحاسبهم بدقة حين يعود من العمل. ويحب الأطفال من يستمع إليهم، لكن الأم غالباً ما تعلم ما يريد أن يقوله لها طفلها لأنها تعرفها شديد المعرفة فتقاطعه، أو أنها أمضت النهار تستمع إليه فتشعر بالتعب. كما ينزعج الأطفال من سلوك محدد كالصراخ واعطاء الأوامر لذا من المهم أن نجد الطريقة التي نريد أن نخاطب أطفالنا بها.
دليل تفضيل الطفل لأبيه على أمّه
عندما يبدأ الطفل بتفضيل شخص ما هذا دليل على أن مخيلته وذكاءه ينموان، وهو أمر إجابي وضروري. ويساعد طفلك على استكشاف أمور عدّة:
- العبي معه حسب قوانينه: راقبي طفلك حين يلعب وانتبهي الى الطريقة التي يلعب بها وما يجعله فرحاً وبعدها ادخلي معه في الأجواء واجعليه دائماً فرح ولا تحزنيه، فهذه ستكون خطوة أساسية في تقريب المسافات بينكما.
- جربي العمل الجماعي: دعي طفلك يساعدك في أعمالك الخاصة مثلاً مساعدتك في الأمور المنزلية لكن من دون اجهاده لأنه سيشعر حينها بالإرهاق ويبتعد عنك أكثر. دعيه يساعك في الطهي لأن الأطفال يحبون ذلك.
- عزّزي الأوقات العائلية: اجعلي دائماً في جدولك مكاناً مخصصاً تكرسيه فقط لأوقات عائلية تجمعك دائماً بطفلك للمرح والتسلية معه.
- لا تفقدي الأمل: اهم من كل تلك الأمور أن لا تفقدي الأمل، لأن ذلك بالتأكيد يتطلب وقتاً لا يستهان به وجهداً كبيراً منك، لأن العلاقات لا تتوطد في ليلة وضحاها.
- الحوار ثم الحوار: تحدثي معه واستمعي إليه ولا تتذمري من تفضيله لأبيه.
لكل مرحلة عمرية تقلبات خاصة بها!
في مراحل نمو الطفل يتغير تعلقه ببعض الأشخاص، لأنه من الطبيعي والمتعارف عليه: أن الفتاة في صغرها تتعلق جداً بوالدها وتشعر بالقرب اليه لكن عندما تكبر وتنضج تتقرب من أمها وتصبح صديقتها المقربة وهذا أمرٌ طبيعي لأن الكثير من الأمور تجمعهما وتقربهما من بعضهما فتصبح الأم كاتمة أسرار ابنتها وملجأها الأول في كل الصعاب. لكن هذا لا يعني أنها لا تحب والدها لكن الأمور التي تجمعها بأمها أصبحت أكثر من التي تجمعها بوالدها. ولدى الصبي الأمر عينه، في صغره يكون مقرباً من أمه لكن عندما يكبر يصبح أقرب الى والده.
في الختام، كوني أكيدة أن طفلك يحبك كثيراً فإذا لم يكن قريباً منك لا يعني أنه لا يحبك لكنه فقط بحاجة الى خطوة أولى تشعرة بالراحة.
أخيرًا، إقرأي أيضاً لماذا طفلي يشبه والده ولا يشبهني؟