لا يخفى على أي أم أن مرحلة المراهقة تعتبر دقيقة للغاية، وأن التعامل مع المراهق ليس بالأمر السهل على الإطلاق… ولكن هل تعلمين أنّ هناك عمر محدد بيّنت الدراسات أنه الأكثر دقّة في هذا الخصوص؟ إكتشفيه في ما يلي، إلى جانب كيفية التصرف في هذه المرحلة للخروج منها بأفضل سلوك ممكن.
عمر "المخاطرات"
إنّه عمر الـ14! هذا ما كشفته Sarah-Jayne Blakemore، وهي عالمة أعصاب في جامعة University College في لندن، بعد إجراء دراسات عديدة على سلوك المراهق في مختلف المراحل العمرية، وبالتحديد ما بين سن الـ11 وأوائل العشرينات.
ففي هذه العمر بالتحديد، يتفاعل دماغ إبنكِ بحدّة أكبر مع التغيرات الجسدية، الهرمونية والنفسية، ما ينجم عنه ميل أكبر إلى التصرفات المتهوّرة والخيارات غير الملائمة.
هذا وتبيّن أن المراهق في سن الـ14 هو أكثر عرضة للشعور بالإحراج، التأثر بالأصدقاء من حوله، كما عدم الإكتراث أو التعلم من العقاب مقارنة بالطفل الأصغر سناً.
كيف تتعاملين مع إبنكِ في هذه المرحلة؟
أبقي المعطيات المذكورة أعلاه في ذهنكِ، وتذكّري أن العقاب ليس دائماً الحلّ مع إبنكِ المراهق، خصوصاً في ظلّ غياب تفسير يشرح أسبابه.
حاولي قدر الإمكان إبقاء أبواب الحوار مفتوحة، ولكن دون أن تفرضيه ولو بشكل غير مباشر. أتركي له حرّية الخيار في إنتقاء التوقيت وحتّى الأسلوب الذي يناسبه لإخبارك بما يجري معه أو إستشارته، ودعيه يشعر بأنكِ دائماً إلى جانبه لمساعدته وتوجيهه وليس معاقبته ومحاسبته على تصرفاته الخاطئة.
من المهم في هذا الخصوص أيضاً أن يشعر إبنكِ بأنكِ تثقين به ولا تنظرين نحوه كطفل، ولكن لا تدعي الأمور تخرج عن سيطرتكِ، خصوصاً وأن خياراته قد لا تكون كلّها مسؤولة ومنكطقية. لذلك، أشرفي على تصرفاته بطريقة غير واضحة لتطمئني بأنّه يسلك المسار الصحيح.
ختاماً، لا تنسي أنّ ما يمرّ به إبنكِ طبيعي للغاية، لا بل ضروري لإنتقالٍ سليم من الطفولة إلى الرشد. فحاولي تفهمه قدر الإمكان ووضع نفسكِ مكانه، بدلاً عن إطلاق الأحكام والتصرف بقسوة أو إنفعال طيلة الوقت!
إقرئي المزيد: لا تصدّقي هذه المعتقدات الخاطئة فيما يتعلق بتصرفات إبنك المراهق، فهي تزيد الطين بلة!