ما إن يتخطّى طفلكِ سن الـ12 حتى تفهمين جيداً كم أن التعامل مع المراهق هو أمرٌ دقيق، فإبنكِ لم يعد طفلاً، ولكنّه لم يصبح راشداً بعد. هذا التناقض قد يخلق لديه نوعاً من العدائية في التصرف تجاهكِ، فتشعرين بأنّ صورة الطفل الصغير الذي يطيعكِ بدأت تتغير.
في هذا الخصوص، نسمع كأهل بالكثير من المعتقدات التي تتعلق بتصرفات المراهق وكيفية التعامل معها، ولكن للأسف، تبيّن أن بعضها خاطئ ويزيد الطين بلّة بدلاً عن تسهيل الأمور! فلنكتشف سوياً أبرز هذه المعتقدات الخاطئة، لأخذها في الإعتبار عند التعامل مع أبنائنا من مراهقين:
المعتقد الخاطئ الأول: إنّه يتصرف بهذه الطريقة عمداً!
نميل كأهل إلى الشعور بأن المراهق يتعمّد التصرف بهذه الطريقة السلبية لإثبات نفسه مثلاً، أو كنوع من التمرّد المقصود على سلطة الأهل. ولكن ما تجهلينه في هذا السياق هو أنّ إبنكِ هو أيضاً ضحيّة لهذه التصرفات، إذ تخرج الأمور في أكثرية الأحيان عن سيطرته، ليتصرف على نحو معيّن دون أن يفهم الدوافع وراء سلوكه هذا.
فقدان السيطرة هذا يعود إلى التغيرات الجسدية والنفسية على السواء، إذ نلحظ مثلاً أنّ المراهق يصبح إنفعالياً، كما يميل إلى المجازفة بشكل أكبر، لتردّ بعض الدراسات هذا التصرّف إلى التطوّر السريع في بعض المواضع من الدماغ.
المعتقد الخاطئ الثاني: إقناعه بالمنطق سيساعد في حل الأمور!
هذه المقاربة لن تجدي في أكثرية الأحيان مع إبنكِ، كما أنّها ستزيد من عصبيتكِ وإنفعالكِ كلّما تمسكتِ بموقفكِ وشعرتِ بأنّه صعب المراس. عوضاً عن ذلك، كوني منطقية في التعامل معه لا أكثر، وشكلّي له القدوة في التصرف والتفكير دون تحويل أفكاركِ إلى عظات ونصائح متكرّرة.
ميّزي ما بين الوقت المناسب لتتساهلي وتتغاضي عن الأمور، وما بين المواقف التي عليكِ أن تكوني فيها حازمة وتستخدمي سلطتكِ كأم لتحديد القواعد والمبادئ.
المعتقد الخاطئ الثالث: العقاب هو طريقة فعالة لتصويب سلوكه!
من الطبيعي أن تشعري بتغيّر ملحوظ وغير مرغوب به في سلوك طفلكِ ما إن يدخل مرحلة المراهقة، ولكن العقاب لن يصوّب هذا السلوك كما تظنين. فهذا التصرف يكون ناجماً عن أسباب عديدة، وإجباره على تحمّل عواقب تصرفاته بهذا الشكل لن تلغي الأسباب وراءها، بل قد تزيد الأمور سوءاً وتخلق نوعاً من التمرد أو الرغبة بعزل النفس عن الأهل.
من المهم أن يدرك إبنكِ أن لتصرفاته الخاطئة عواقب قد تتمثل أحياناً بالعقاب، ولكن لا تعتمدي على هذا الأسلوب لتقويم سلوكه بشكل عام. الحلّ الأمثل في تلك الحالة هو إبقاء أبواب الحوار مفتوحة، وتوفير مساحة آمنة للمراهق يستطيع من خلالها أن يناقش ما يدور في ذهنه من صراعات قد تدفعه إلى التصرف بهذا الشكل.
ختاماً، من المهمّ أن نبقي في أذهاننا أن المراهقة هي مرحلة مؤقتة مررنا بها جميعاً. فلنضع أنفسنا مكان أبنائنا، ولنخفف عنهم قدر الإمكان وطأة هذه الفترة الإنتقالية بدلاً عن إنتقاد كلّ خطوة يقومون بها!
إقرئي المزيد: 12 أمراً لا يخبركِ به أحد عن تربية إبنكِ عند بلوغه المراهقة!