دائماً ما نحرص كأمهات على تقديم الأفضل لصغارنا من ناحية الغذاء السليم والمتنوع، وذلك لتغطية حاجاتهم اليومية من الفيتامينات والمعادن… ولكن هل تعلمين أنكِ على الأرجح تغفلين نوعاً أساسياً من الفيتامينات لا يمكن إستمداده من الطعام أو حتّى من المكملات الغذائية، وهو ضروري لنمو أطفالنا على الصعيد الذهني، النفسي والإجتماعي؟
إنّه الفيتامين "كلّا"!
فللأسف، يعاني الكثير من أطفالنا من نقص حاد في فيتامين "كلّا"، وذلك بسبب حرصنا الدائم على تزويدهم دون أي رفض أو إستثناء بكل كما يطلبونه، ظنّاً أنّنا بذلك نؤمن لهم السعادة المطلقة. ولكن هذا الفيتامين الذي يستطيع الأهل وحدهم منحه ضروري للغاية، وأكثر من أي وقت مضى.
تداعيات لا يستهان بها
فما هي نتيجة نقص هذا الفيتامين والموافقة على منح صغارنا كلّ ما يطلبونه؟ سينتهي بنا الأمر كأمهات لأطفال مدلّلين، مزاجيين، متطلبين ولا يظهرون أي من علامات التقدير والإمتنان لما يحصلون عليه. كذلك، من الملحوظ أن الذين يعانون من نقص هذا "الفيتامين" يجدون صعوبة كبرى في التأقلم والإنسجام مع الأطفال الآخرين من سنّهم في المدرسة.
الرغبة بالمزيد
فحسب خبراء النفس، تزويد الطفل بكل ما يطلبه بإستمرار يدفعه إلى الرغبة بالحصول على المزيد ثمّ المزيد لإرضاء نفسه. فالدراجة التي كانت تفرحه سابقاً على سبيل المثال لن تعود كافية، وسيرغب بشراء ألعاب أكثر، أو حتّى يشعر بالملل سريعاً من طراز معين والرغبة الدائمة بتجديدها وشراء تصاميم أحدث.
التوازن ضروري
فما الحلّ؟ إنّه الإعتدال؛ فليس من الخطأ أن نمنح صغارنا ما يتمنونه من وقت إلى آخر، ولكن علينا أيضاً أن نتعلم وضع حدود معيّنة. فلنتذكّر التفوه بكلمة "كلا" دون الشعور بالذنب من وقت إلى آخر، لتذكير الطفل أن الحصول على إمتنيازات كهذه ليست أمراً مسلماً به ويجب أن يحصل فور تفوهه بكلمة "أريد هذا".
بالطبع، لن يكون الأمر دائماً بمنتهى السهولة، خصوصاً إن كان طفلكِ دون سنّ الخامسة، إذ سيكون عليكِ التعامل مع نوبات الغضب، لديه خصوصاً خارج المنزل.
ولكن تدريجياً، سيبدأ بالإعتياد على جرعات الفيتامين "كلّا"، لا بل أنّها ستنعكس إيجاباً على سلوكه، وتحضّره بشكل أفضل للمستقبل!
إقرئي المزيد: 4 امور قومي بها على الفور عندما يثير طفلك جنونك بفوضويته!