قد يشعر المصاب باضطراب الوسواس القهري أو بخصائص الوسواس القهري بعبءٍ ثقيل خلال آدائه لأبسط المهام اليومية. فاضطراب الوسواس القهري هو أحد انواع القلق إذ تستحوذ على عقلك فكرة معيّنة غير منطقية، (هذا ما يُسمّى بالوسواس) تسببّ لك التوتّر الشديد والقلق في حين أنّ الطريقة الوحيدة للتخلّص من هذا التوترّ هي من خلال القيام بعمل معيّن (ما يُعرف بالقهر) من أجل التخفيف من حدّة التوتر والقلق الى أن تتراكم هذه الأفكار الوسواسية مجدّدًا وتتكرّر العمليّة نفسها مرارًا وتكرارًا.
للمزيد: ما لا تعرفينه عن الوسواس القهري وأنواعه!
فمن الطبيعي أن تتحققّي من أمر ما مرتيّن أو أن تغسلي يديك بعد لمسك لغرض متّسخ ولكن عندما تصبح هذه الأفعال البسيطة مصدر قلق لديك ويصبح إتمام العادات اليوميّة حاجة ضروريّة لكي تتمكنّي من التفكير بأمر آخر عندئذ أنت مصابة باضطراب الوسواس القهري. مثالاً على ذلك، قد يشعر الشخص الذين يعاني من اضطراب الوسواس القهري بحاجة الى القيام يوميًا بإشعال النور وإطفائه 7 مرّات قبل مغادرة منزله وإلاّ أحد ما سيموت، أو أنّه يجب أن يغسل يديه كلّ 20 دقيقة وإلاّ سيلتقط عدوى ويموت. وهناك أفعال أخرى أقلّ حدّة قد يقوم بها المصاب بالوسواس القهري وهي ارتداء الملابس صباحًا بالتدرّج الصحيح أو ترتيب الأغراض على المكتب بشكل مستقيم وبالوضعية نفسها وإلاّ لن يتمكنّ من التركيز على عمله. يقسّم الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب الى الفئات التالية:
• الإفراط فى تكديس الأشياء، الاكتناز : يميل الأشخاص في هذه الفئة الى تكديس وتجميع الأغراض ولا يرمون أيًا منها خوفًا من أن يصيبهم مكروه أو يتعرّض الآخرون الى ضرر، في حال فعلوا ذلك. ستجدين منزلهم أو غرفتهم مليئة بالأغراض لدرجة أنّك لن تتمكنّي من رؤية أرضية الغرفة.
• تكرار غسل الأيدي: يخشون من الإصابة بعدوى فيغسلون أيديهم باستمرار
• العدّ والترتيب: تراود الأشخاص في هذه الفئة العديد من الأفكار الوهميّة ولديهم هاجس بالعدّ وترتيب الأغراض. فيركّزون على ترتيب الألوان أو عدّ واحتساب البلاط أو أي شيء يرونه على شكل حزم أو مجموعات.
• الافراط في التحققّ من الأشياء: يشعر هؤلاء الأشخاص بالهوس حيال إصابتهم بالأذى أو الخطر لذلك يعمدون الى التحقق مرارًا وتكرارًا من إقفال الأبواب أو النوافذ أو اطفاء الفرن، الخ. إنّهم يربطون حياتهم وحياة الآخرين وسلامتهم بآداء هذه الأعمال الروتينية.
• الشّك والذنب: عادةً يشعر هؤلاء الأشخاص بكمّ هائل من الذنب في معظم الأوقات ويقتنعون بفكرة أنّه في حال لم تتمّ الأمور بشكل صحيح ووفقًا للدين والقانون سيصيبهم مكروه.
إن كنت مصابة بالوسواس بشكل معتدل أو شديد فلا بدّ من أنّ يكون هذا الأمر متعباً ويستنفذ كلّ طاقتك. لذلك، سأقدّم إليك في ما يلي بعض النصائح التي يمكنك أن تتدرّبي عليها من أجل الحدّ من سلوكك القهري.
• التعرّض والاستجابة: هذا هو العلاج الأكثر استخدامًا من أجل التحكمّ باضطراب الوسواس القهري. كلّ ما عليك فعله هو أن تعرّضي نفسك لوسواس معيّن وتمنعي نفسك من التصرّف بشكل وسواسي أو قهريّ. ومع مرور الوقت، ستتعلمّين كيفيّة التحكمّ بردّة فعلك.
• إعادة التسمية: درّبي نفسك على تغيير أفكارك الوسواسية فمثلاً فكرّي دائمًا أو قولي لنفسك "لقد أقفلت الباب بالفعل ولن يحدث أي ضرر إن لم أتحققّ من الأمر مرّة أخرى".
• إعادة التركيز: حاولي التركيز على أمر مختلف غير وسواسك وحاولي توجيه قلقك نحو شيء مثمر.
من المهمّ جدًا أن تتذكرّي دائمًا أنّ الأفكار التي تروادك ليست حقيقية وهي فقط ناتجة عن اضطراب الوسواس القهري. إن تمكنّت من تدريب نفسك على التحكمّ بهذا المرض فستخفّ نسبته الى 60% مع مرور الوقت.
للمزيد: كيف يتمّ علاج الوسواس القهري؟