يمكنك تشبيه الغيرة بوحش كاسر يبرز مخالبه ليدمّر الفرد ويقضي على شتّى أنواع العلاقات في حياته. إنّ الغيرة هي شعور طبيعي يظهر لدى الانسان في المراحل الأولى من نموّه؛ وترتكز الغيرة على الاحساس بالحسد من شخصين آخرين على الأقلّ. فيشعر الفرد أنّ الغرض الذّي يمتلكه أو يكنّ له الحبّ هو مهدّد أو أنّ أحد ما سيأخذه منه وقد يشعر أيضًا بالغيرة من شخص آخر يملك ما يتمنّاه لنفسه. إن لم يتمّ إرضاء الشعور الفطريّ بالغيرة لدى الانسان ومنحه الأمان في طفولته عندئذ سينقل معه الى مرحلة البلوغ هذا الصراع الذي لم يتمّ معالجته ولكن بدرجة أكثر قوّة وفي بعض الحالات بطريقة مدمّرة. من الطبيعي أن يشعر الانسان بالغيرة ولكن طبعًا ضمن نطاق المعقول، لأنّ هذا الشعور قد يخلق لديه حافزًا لتحقيق انجازات مثل بذل مزيد من الجهد في علاقاته من أجل الحفاظ عليها، أو العمل بكدّ من أجل تحقيق هدف معيّن، وهلّم جرّ. ولكن ماذا لو هيمنت الغيرة على حياتك وتحكمّت بها؟ إليك في ما يلي بعض النصائح حول كيفية التحكمّ بغيرتك:
للمزيد: المعالجة النفسية: هل تتمتعين بالإتّزان؟
• إعرفي المزيد عن الغيرة: ما عليك القيام به أوّلاً هو أن تكتشفي المصدر الأساسي لغيرتك. يجب أن تفهمي مشاعرك جيّدًا وتحدّدي سبب شعورك بعدم الأمان والثقة وافتقارك الى تقدير الذات والفراغ والحسد الذّي يملء قلبك وهلّم جرا، كما عليك أن تحاولي ربط هذه المشاعر بمرحلة ما من طفولتك. اذ عادةً يتمّ ربط الغيرة بصراعات لم يتمّ معالجتها مع الشخص الموفّر للرعاية. لذا، اكتشافك لجذور غيرتك من شأنه أن يساعدك في التحكمّ بها.
• تحكمّي بمشاعرك: عندما تستطيعين تحديد ما إذا كانت غيرتك لها علاقة بمشكلة حصلت خلال طفولتك ولم يتمّ معالجتها أو أنّها مجرّد ردّة فعل لأنّ أحدهم أخذ منك ما تريدينه، عندئذ يجب أن تحاويل التعامل مع مشاعرك بطريقة سليمة مثل التحدّث مع أحدهم، أو التفكير منطقيًا بمشكلتك أو ترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي في الحياة.
• لا تأخذي الأمور بشكل شخصيّ: في معظم الأحيان، قد نشعر بالغيرة لأننا نعتبر الأحداث التي تحصل معنا على أنّها نتيجة لفشلنا. لا تلقي اللوم على نفسك بسبب شيء قد خسرته أو لم تستطعي الحصول عليه بل اعتبريه حافزًا وتعلمّي من هذه التجربة لكي تنجحي في المرّة المقبلة.
• تخلّصي من التجارب السلبية: لا تتمسّكي بالأشياء التي تثير في داخلك مشاعر الحسد أو الغيرة بل تخلّصي منها واهتمّي بأمور أخرى في حياتك. حوّلي تركيزك عن الخسارة وفكرّي بالأمور الإيجابية التي اكتسبتها من هذه التجربة. فإن نظرت بتفاؤل وإيجابية الى التجارب السلبية التي تواجهك في الحياة ستساهمين في تطوّرك وتقدّمك على الصعيد الشخصي.