عندما يتعلّق الأمر بفهم معنى سلامة الصحة يجب في البداية ذكر وفهم أنواع الدهون التي تدخل أجسامنا؛ ومن أهمّ أسس التوعية الغذائية هو معرفة أنّ الدهون ليس مضرة بكافة أنواعها إذ هناك بعض الدهون المشبّعة التي تعدّ ضرورية لعملية الهضم وسلامة الصحة بشكل عام. ولكن من جهة أخرى، لا يمكن التغاضي عن ذكر الدهون المتحوّلة التي أصبحت تدخل في عملية تحضير العديد من الأطعمة التي نستهلكها والتي تعدّ غير صحية. قبل أن نطلعك على مخاطر استهلاك الدهون المتحوّلة، تعرّفي معنا على هذه الأخيرة: يعلم معظم الأشخاص أنّ تناول الأغذية المصنّعة هو فعل غير صحيّ ولكن هل تعلمين لماذا؟ الإجابة هي أنّ المنتج النهائي الذي تحصلين عليه من عملية التصنيع هذه هو الدهون المتحوّلة التي تنتج من عملية هدرجة جزئية للدهون غير المشبعة ما يساهم في جعلها أكثر صلابة ويطيل مدة صلاحية استخدام المنتج.
وعندما نذكر أنّ الدهون المتحوّلة ضارة، ماذا نعني تحديداً بـ"ضارة"؟ إنّ هذا النوع من الدهون لا يتسبّب بزيادة الوزن فحسب بل تمّ ربطه أيضاً بإصابة الفرد بالعديد من الأمراض منها البدانة، الزهايمر، السكري، السرطان، والقلب.
ولكن فلنتكلّم قليلاً عن زيادة الوزن! إنّ هذه الدهون تتسبب بطبيعتها بالالتهابات، وأي نوع من الالتهاب سيخلق بدوره العديد من المشاكل في الجسم منها الجذور الحرة، الإجهاد التأكسدي، وارتفاع هرمون الكورتيزول. والنتيجة لكل ما سبق؟ ظهور ردود فعل داخلية عديدة ستتسبّب بانتفاخ البطن، التورّم، وزيادة الوزن. لأنّك لن ترغبي بالإصابة بالأمراض أو بزيادة وزنك لا بدّ من أن تسألي عن كيفية تجنّب استهلاك الدهون المتحوّلة؛ وما يسعنا القيام به هو أن ننصحك بقراءة الملصقات الغذائية الموجودة على كافة الأطعمة الجاهزة قبل شرائها للتأكد من خلوّها من هذه الدهون أو الإمتناع عن شراء كل ما يتضمّن عبارة "دهون مهدرجة" أو "مهدرجة جزئياً" لأنّ هاتين العبارتين تشيران إلى الدهون المتحوّلة.