ليس من المستغرب ألاّ يحب معظم الأطفال مشاركة ألعابهم أو طعامهم أو حتى الأشخاص الذّين يحبونهم مع غيرهم من الأطفال. وقد يتحوّل لقاء عائلي وديّ إلى شجار بين الأولاد لمجرّد أنهم لا يرغبون في مشاركة ألعابهم. ومن الواضح أنّ هذا الأمر يحبط الوالدين اللذين قد يطلبان بداية من طفلهما بكل هدوء مشاركة ألعابه إلاّ أنّ طلبهما سرعان ما يتحوّل الى صراخ وينتهي بعقاب. ما لا يدركه الأهل هو أنّ سبب رفض الطفل مشاركة ألعابه يعود الى عدم تمتّعه بعد بالقدرة الفكرية على فهم معنى المشاركة. فهو لا يزال بطبعه أنانيًا ويرى الأشياء من منظوره الخاص. فالأطفال الذين يرفضون مشاركة أغراضهم لديهم تعلّق قويّ بالأشياء أكثر من الأطفال الآخرين وفقدانهم لهذه الأشياء يخلق بداخلهم شعورًا من القلق يتمّ التعبير عنه من خلال البكاء، أو ضرب الطفل الآخر، أو الدخول في نوبة غضب عندما لا يحصلون على ما يريدونه. وفي بعض الحالات، قد تكون عدم قدرة الطفل على المشاركة قويّة جدًا لدرجة تجعل الوالدين يمتنعان عن أخذ الطفل إلى التجمّعات واللقاءات لتجنّب الدراما. إنّ مكافأة الطفل على قيامه بمشاركة أغراضه هي أسلوب فعّال عادةً ولكنّ الدراسات أظهرت أن إذا قمت بمنح الطفل الخيار بمشاركة ألعابه مع أطفال آخرين فإنّك تشجّعينه بهذه الطريقة على المشاركة أكثر في المستقبل من دون أن تدخلي معه في أي مفاوضات. ماذا يحدث عندما تمنحين طفلك حريّة الاختيار بمشاركة ألعابه مع الأطفال الآخرين؟
• سلوك اجتماعي إيجابي: إنّ قرار الطفل التضحية بشيء يحبّه ومشاركته مع الآخرين يعلّمه حسن الآداب الاجتماعية في المستقبل. كما يُظهر له قدراته على رؤية تأثير سلوكه على الآخرين.
• الخيارات الصعبة تؤثر على تطوّره: كلّما كان القرار صعبًا سيؤثر في شكل أفضل على تطوّر الطفل، فمثلاً: إنّ وضع الطفل أمام خيار صعب بمشاركة ألعابه أو الاحتفاظ بها لنفسه بدلاً من خيار أسهل وهو مشاركة ألعابه أو تركها جانبًا يسمح له باكتشاف المزيد عن نفسه وينميّ قدرته على اتخاذ قرارات في مسائل أخرى.
• الثقة بالنفس: إنّ تشجيع الطفل عند اتخاذه قرارًا صائبًا بمشاركة ألعابه يعزّز ثقته بنفسه حيال قدراته وخياراته. وسيشعر بالفخر لأنّه قام بأمرٍ يرضي الآخرين ما سيشجّعه على تكراره. وسيميل الى أن يصبح في المستقبل قائدًا أو مديرًا جيّدًا وأكثر اعتمادًا على نفسه لكي يحصل على ما يريده.
• المشاركة تعلمّه الاهتمام بالآخرين: إنّ الأطفال الذين يتعلّمون المشاركة من دون أن يكونوا مجبرين على ذلك يصبحون في المستقبل أكثر تعاطفًا وحِنيّة مع الآخرين.
• المشاركة لا تشكّل تهديدًا: يميل الأولاد الصغار الى الشعور بالتهديد من قبل الأطفال الآخرين الذين يريدون أن يأخذوا ألعابهم كونها جزء منهم ولذلك يشعرون أن تمّ سلبهم حاجتهم. إنّ المشاركة كخيار تُعلّم الطفل أنّ اللعبة هي جزء منه وستعود إليه ولا شيء خطيراً سيحدث. وسيساعده هذا الأمر في المستقبل على الحدّ من نوبات القلق لديه.
لذا، لا تجبري طفلك على مشاركة شيء يحبّه مع الآخرين بل اجعليه يشعر أنّ القرار يعود له في مشاركة أغراضه كي يتشجّع على تكرار هذا الأمر في المستقبل. إنّ استعمال القوّة مع الطفل لحمله على مشاركة ألعابه سيجعله أكثر تمسّكًا بممتلكاته من الآن فصاعدًا.
إقرئي أيضاً: إياكِ والتغاضي عن هذه السلوكيات الخطيرة لدى طفلكِ!