يعتبر النشاط الجنسي من أسوأ المخاوف التي تراود الأهل عندما يتعلّق الأمر بأطفالهم. ولو وجدت لديهم القدرة لقاموا بتأخير النشاط الجنسي عند أطفالهم لغاية سنّ الثلاثين، ولكن للأسف هذا أمر لا يمكن تحقيقه ولا بدّ من مواجهته عندما يحين الوقت. على صعيد التحليل النفسي، تظهر الهوية الجنسية لدى الطفل الذي يتمتّع بنموّ طبيعي ما بين سنّ الثالثة والخامسة أي في مرحلة "عقدة أوديب" إذ يحدّد الطفل هويّته مع أحد الوالدين المماثل له من ناحية الجنس البيولوجي ويتعلّق بالجنس المعاكس (البنت بأبيها، والصبي بأمّه). فلا توجد رغبة للطفل في الفعل الجنسي بل إنّه فقط يكوّن هويتّه الجنسية ويطوّرها.
للمزيد: فرح تشرح عن كيفية تعليم الطفل الإعتماد على نفسه!
وتستيقظ الرغبة الجنسية لديه في مرحلة المراهقة التي تحرّكها الهرمونات والأفكار والمحفزات الجنسية. ومن المتوقّع أن يظهر لدى الطفل في مرحلة المراهقة حبّ للاستطلاع الجنسي وقد يتمّ ضبطه أثناء قيامه بأفعال جنسية كالاستمناء أو مشاهدة الأفلام الإباحية أو محاولة تقبيل أحد.
وبما أنّ هذه الأمور متوقّع حدوثها مع طفلك المراهق فلن يكون وقع الصدمة كبير عليك عندما تكتشفين سلوكه ولكن ما قد يكون صدمة بالفعل للأهل هو عندما يكتشفون أنّ طفلهم الصغير الذي يتراوح عمره ما بين الخامسة والعاشرة، وجد في ظروف اختبر خلالها الفعل الجنسي إمّا مع أحد الإخوة أو الجيران أو صديق في المدرسة الخ. فمن المهمّ في هذه الحالات ألاّ تصابوا بالهلع والذعر وتضخّموا الحادثة لأنّ طفلكم لم يرتكب أي خطأ ولم يتعرّض الى التحرّش إن كان الشخص الآخر من نفس عمر طفلك أو أصغر أو أكبر منه بسنتين أو ثلاثة. إن جميع الأطفال فضوليون في ما يتعلق بالجنس وإن كانوا يحاولون اكتشافه في هذا العمر فليس لأنّهم يشعرون بالرغبة الجنسية بل لأنّهم إمّا سمعوا أو رأوا أحدًا ما يقوم به ما أثار لديهم الفضول في اكتشاف جسدهم. لا يتعلّق الأمر بالمشاعر هنا بل إنّه مجرّد فعل كأنّهم يلعبون لعبة "الطبيب والمريض". فهم بكل بساطة يقومون بتقليد ما يرونه من دون معرفة السبب. لذا، سأقدّم إليك بعض النصائح حول كيفية التعامل مع طفلك في هذه الحالات:
• لا تخيفي طفلك: من المهمّ ألاّ تكون ردّة فعلك سلبيّة ومبالغ بها عندما تكتشفين الأمر. فأنت لا تريدين تخويف طفلك ممّا فعله ولا تريدين أن يتحدّاك في المستقبل.
• إسألي طفلك: إسألي طفلك عن سبب ممارسته هذه اللعبة، ومن علّمه كيفية اللعب، وإن كان قد أجبر على ذلك، وأين رأى هذه اللعبة من قبل، وهل سبق لأحد أن حاول اللعب معه؟ كلّ هذه الأسئلة مهمّة جدًا لكي تعرفي ما إذا كان طفلك يتعرّض للتحرّش أو كان ضحية لتحرّش جنسي.
• إشرحي له: يجب أن تجلسي مع طفلك وتشرحي له أنّ هذه اللعبة ليست للصغار وإن كانت لديه أي استفسارات أو فضول حول هذا الأمر فعليه أن يأتي مباشرة إليك ويسألك عنها.
• لا تستخدمي أسلوب اللوم: لا تجعلي طفلك يشعر بالذنب ظنًا منك أنّك بذلك تمنعينه من تكرار هذا الفعل، بل على العكس هذا سيزيد الأمر سوءًا. إشرحي له لماذا هذا الفعل غير لائق لعمره.
• عاقبيه لاحقًا: في بدء الأمر لا تعاقبيه ولكن إجعليه يدرك أنّه يعلم الآن أنّ هذا الفعل غير لائق وسيعاقب إن حاول تكراره فيما بعد.
• لا تسمحي لطفلك بأن ينام معك في السرير أو في الغرفة معك بعد الآن: سيشعر الطفل لا شعوريًا برغبة جنسية أثناء نومه في السرير معك أو في الغرفة نفسها مع الوالدين. لذا، من الأفضل دائمًا أن ينام الطفل في غرفة أخرى.