بعد أن كوّنتِ فكرةً عن خصائص المراهقين وصفاتهم في المقالة التي تحمل عنوان: خصائص المراهق في دائرة الضوء، يمكنكِ أن تطلعي في ما يلي على الحاجات الأساسية لهؤلاء حتى تتفهّميها أو تتقبليها أو تُحسني التعامل معها أو ترشدي ولدك المراهق بشأنها.
وحاجات المراهقين قسمان، أحدهما جسديّ والآخر نفسيّ.
بالنسبة إلى الحاجات الجسدية:
الحاجة للأنشطة البدنية:
مع التغيرات الكثيرة التي تطرأ على أجسام المراهقين في مرحلة البلوغ، ومع ازدياد نشاطهم وقوة عضلاتهم، تتعزز الحاجة لديهم للقيام بأنشطة بدنية. والمهم أن يتم ضبط هذه الحاجة وتوجيهها نحو القنوات المناسبة، كالرقص والسباحة وكرة القدم أو ألعاب ورياضات أخرى.
الحاجة لتلبية الرغبة الجنسية:
في غضون مرحلة المراهقة، تتحرّك الغريزة الجنسية لدى المراهقين الذين يبدأون البحث عمّا يُرضي شهوانيتهم. والجدير ذكره أنّ الغريزة الجنسية للمراهقين تتطوّر على 3 مراحل:
أ) الاهتمام بتغيرات الجسم والأعضاء التناسلية.
ب) الرغبة بالاختلاط مع الأقران من الجنس نفسه (بداية المراهقة)
ج) الانجذاب نحو أشخاص من الجنس الآخر (آخر مراحل المراهقة)
العادات الصحيّة للمراهقين
بالنسبة إلى الحاجات النّفسية:
الحاجة للحرية:
يحبّ الشباب في سن المراهقة معانقة الحرية على كل المستويات، كما يحبون اتخاذ قراراتهم بأنفسهم ولا يحبّون الانغماس في الروتين والانضباط الذي يفرضه عليهم الأهل.
الحاجة لحياة اجتماعية:
يحتاج المراهقون إلى رفقة أقرانهم وعيش حياة اجتماعية مع كل من حولهم. يحبون خوض النقاشات والكلام والتوصل إلى خلاصات، ويبحثون عن موافقة الأهل والأصحاب والأساتذة وتقديرهم لكل أفعالهم.
الحاجة للأمان:
يعتمد المراهقون على أهلهم لتلبية حاجاتهم، ويتوقون دائماً إلى عاطفتهم واهتمامهم، كما يتوقون إلى مثال يقتدون به ويتّعظون منه. ومن هنا، ضرورة تعريف المراهقين على شخصيات عظيمة طبعت التاريخ بإنجازاتها، ليستوحوا من أهدافها أهدافاً لحياتهم.
الحاجة للمغامرة:
يتعطّش المراهقون لخوض المغامرات والقيام بأعمال يتذكرها بهم الآخرون. ولكنّ هذا التعطش لا يجد أحياناً اتجاهه الصحيح، الأمر الذي يمكن أن يدفع بالمراهقين نحو أعمال غير اجتماعية لا طائل لها. هذا ويمكن للمراهقين أن يجدوا في الأفعال الجنسية مغامرةً تلبي حاجتهم للمخاطرة. ومن هنا ضرورة توجيههم بطريقةٍ حكيمةٍ تهذّب أذهانهم وعاطفتهم ونموهم الاجتماعي والجسدي.
الحاجة لاستقلالية ذاتية:
في هذه المرحلة، يرغب المراهقون بالاستقلالية الذاتية ويبدأون التفكير جدياً في تحصيلهم العلمي المستقبلي. وبالنسبة إلى الفتية منهم، فقد يتطلّعون بشدة للعمل وقد يتوقون لتولي وظائف مهمة ورفيعة. أما الفتيات منهم، فقد يرغبن بتبوّء مناصب آمنة لا تتطلب منهنّ الكثير من الوقت. ومتى وصلوا إلى آخر مرحلة المراهقة، اتسعت معرفتهم بكلفة المعيشة والمعاشات واتخذوا مقاربة أكثر وقائعية لاختيار المهنة التي تناسبهم وتناسب قدراتهم.