سوف تتطرّق"عائلتي" في ما يلي إلى خصائص المراهق أو صفات الشباب في مرحلة المراهقة، عساها تساعد بها الأهل والمعلّمين في سبر أغوار المراهق وفهم شخصيّته وإيجاد طريقة فاعلة للتعامل معه:
هل من طريقة للتواصل مع ولدك المراهق؟
* النمو الجسدي السريع: في غضون مرحلة المراهقة، تحدث الكثير من التغيرات الفيزيولوجية. وبفضلها، يتحوّل الولد إلىرجل والبنت إلى امرأة. ومن بين أبرز هذه التغيرات: نمو الجهاز الغديّ الذي لا يؤثرفي النمو الجسمي للمراهق وحسب، بل يؤثر أيضاً في سلوكياته وشخصيته. هذا بالإضافة إلى ازدياد نشاط الغدة الدرقية وتأثيرها في طول المراهق ووزنه وعضلات صوته، ونمو الأجهزة الهضمية والتنفسية والدموية التي تزيد المراهق نشاطاً وحيوية، وظهور علامات البلوغ التي تؤدي إلى نمو قدرته الإنجابية. ومع كل هذه التغيرات وسواها، لابدّ أن يشعر المراهق بالاضطراب وانعدام الأمان وعدم الانتماء ولا بدّ أن يتصرف بطريقة غير طبيعية.
* النمو الذهني: تتعزز بصيرة المراهق عمّا كانت عليه في مرحلة الطفولة وتزيد قدرته على استيعاب الأمور والتعميم والتفكير بحلول لمشاكل أكثر تعقيداً. الأمر الذي يشير إلى تطوّر قدراته الذهنية واعتماده أكثر على المنطق والتحليل العلمي والمنهجي. إلى ذلك، يزداد المراهق ذكاءً ويصبح قادراً على حفظ الوقائع لفترةٍ أطول، كما يصبح قادراً على توقع المستقبل والتخطيط له، مع الحرص على التأقلم مع الظروف والأشخاص المحيطين به ومحاولة التفرد بقراراته والتخلي عن ميله للتقليد.
*عدم النّضج العاطفي: تسهم التغيرات الفيزيولوجية المستمرة في إغراق المراهق في دوامة الشكوك وانعدام الاستقرار. فتتولد لديه مشاعر الغضب والخوف والتقزز والخجل، وهذه المشاعر تؤثر سلباً في مزاجه وسلوكه وحساسيته وتزيده توتراً وعناداً. هذا ويمكن للغريزة الجنسية أن تثير في نفسالمراهق اضطراباً عاطفياً يزيد من سوء وضعه، وهو الذي يتوق بكل قوة للاستقلالية والخروج بأفكار وآراء خاصة به ولو كانت نقيضاً لكلام أهله والمحيطين به.
* الوعي الاجتماعي: يصبح المراهق في هذه المرحلة أكثر تأثراً بالجماعة والمحيطين به وتنطبع كل سلوكياته وقيمه واهتماماته ومواقفه بما يقوم به الآخرون. وفي هذه المرحلة أيضاً، يتطوّر حسّ المواطنيةلدى المراهق ويصبح أكثر إدراكاً لموقعه في المجتمع، فيوسّع دائرة نشاطاته الاجتماعية ويحاول بشتى الطرق الاستقلال عن والديه، الأمر الذي قد يسبب المشاكل بين الطرفين.
* الوعي الأخلاقي: بعد التدريبات المطوّلة التي خضع لها المراهق في أسرته، يصبح قادراً على التمييز بين الصح والخطأ وبين النقيصة والفضيلة. وفي الإجمال، لا يتسامح المراهق مع الأنشطة غير القانونية وغير الشرعية ويحاول التقرب أكثر من دينه، الأمر الذي يمكن أن يزيد مخافته من الله أو يخلق لديه شكوكاً بشأن ديانته وممارسته له.
* عبادة الأبطال: يميل المراهقإلى التأثر بأحد النجوم أو المشاهير، فيتخذه قدوةً له ويكنّ له فائق التقديروالاحترام، ويحاول التشبه به وإطاعته وتنظيم افكاره بالتوافق مع أفكار هذا البطل.ومن هذا المنطلق، لا بد من تشجيع المراهق على التمثل بشخصيات مهمة وراقية تكون لهممثالاً يحتذى به.
* المغايرة: في خلال فترة المراهقة، تتطوّر لدى الفرد رغبةً بالتعرف إلى الجنس الآخر. ولكنّ المعلومات التي قد يحصدها يمكن أن تسيء لصحته الذهنية والجسدية. ومن هنا، ضرورة إرشاد المراهق بطريقةٍ صحيحةٍ ومدّه بمعارف موثوقة ذات صلة بالجنس والعلاقات.
* الخيال الإبداعي: في خلال المراهقة، تتسع مخيلة الفرد وتزيد قدراته الإبداعية التي تجد لنفسها انعكاساً في الأدب والفن والشعر والموسيقى. ومن الضروري صقل هذه القدرات وبلورتها حتى يكون لها تأثيراً إيجابياً في حياة المراهق وتجاربه.
* الاستقلالية الذاتية: لعلّ أكثر ما يميّز المراهق هو سعيه للاستقلال عن والديه واثبات قناعاته الفردية وهويته بناءً على إيمانه بنفسه واحترامه لذاته ومطالبته بالحرية النفسية واحترام الآخرين له وعدم التدخل في خصوصياته.