ابدئي يومكِ مع تناول مكمل غذائي للحامل، لأنه أكثر ما تحتاجين إليه في هذه المرحلة الدقيقة من حياتك. منذ اللحظة الأولى التي يتكوّن فيها الجنين، يبدأ جسمكِ ببذل طاقة مضاعفة لتأمين حاجاته الغذائية. لذلك، يصبح من الضروري جدًّا أن تحصلي على كل الفيتامينات والمعادن التي تضمن نموًا سليمًا للجنين، من دون أن تُنهكي جسدكِ.
في هذا المقال، سنتحدث عن أهمية اختيار مكمل غذائي مدروس، يوفّر لكِ فوائد سريعة خلال أسبوع فقط. سنعرض لكِ أبرز المكونات التي يجب أن تبحثي عنها، ونتائج علمية تدعم استخدام هذه المكملات. مع تقديم خطوات عملية لاختيار الأفضل.
ما أهمية المكمل الغذائي خلال الحمل؟
في كل يوم من الحمل، يحتاج جسدكِ إلى كميات أكبر من بعض العناصر مثل الحديد، والكالسيوم، والفوليك أسيد، واليود. مع الأسف، لا يمكن تأمين هذه الكمية من الطعام وحده. هنا، يأتي دور تناول مكمل غذائي للحامل في سدّ هذا النقص.

حسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، تُعتبر مكملات الفوليك أسيد ضرورية لحماية الجنين من العيوب الخلقية في الجهاز العصبي. كذلك، أثبتت دراسات منشورة في The Lancet أن النساء اللواتي تناولن المكملات بانتظام، قلّت لديهن مضاعفات الحمل بنسبة 30٪ مقارنة بغيرهن.
أيضًا، يحميكِ تناول المكمل من الإصابة بفقر الدم، والشعور بالتعب، وتساقط الشعر، وضعف المناعة، وهي مشاكل شائعة في الحمل إذا لم تتم تغذيتكِ بشكل كافٍ.
ماذا يحدث في جسمك خلال أسبوع من استخدام المكمل؟
خلال الأيام السبعة الأولى من تناول مكمل غذائي للحامل، تبدأين بملاحظة تغيّرات بسيطة ولكن إيجابية.
أولًا، تشعرين بتحسّن في مستوى الطاقة. يعود ذلك إلى دعم الحديد وفيتامين B12 لخلايا الدم. ثانيًا، يتحسّن تركيزك، وتقلّ حالات الدوخة. ثالثًا، ينخفض الإحساس بالغثيان الصباحي عند بعض النساء، خصوصًا إذا كان المكمل يحتوي فيتامين B6.
وبالنسبة للجنين، تشير أبحاث نُشرت في American Journal of Obstetrics & Gynecology إلى أن تناول المكملات في بداية الحمل يسرّع تطوّر الدماغ والعينين بشكل مبكّر. مما ينعكس لاحقًا على ذكاء الطفل ومهاراته البصرية.
إذا استمريتِ أسبوعًا بعد أسبوع، ستحصلين على فوائد تراكمية واضحة، أبرزها: توازن الهرمونات، ووقاية من الولادة المبكرة، وتحسّن نمو العظام والمناعة لدى الجنين.
ما المكونات الأساسية التي يجب أن يحتويها المكمل؟
لتحصلي على أفضل النتائج، اختاري مكمل غذائي للحامل يحتوي:

- حمض الفوليك: يمنع العيوب الخلقية.
- الحديد: يدعم إنتاج الدم ويحميكِ من الأنيميا.
- الكالسيوم: يقوّي عظامكِ ويساعد الجنين على بناء هيكله العظمي.
- فيتامين D: ضروري لامتصاص الكالسيوم.
- أوميغا-3 (DHA): يعزّز نمو الدماغ والعينين.
- فيتامين B6 وB12: يدعمان الأعصاب، ويخففان من الشعور بالغثيان.
- اليود: يحمي من اضطرابات الغدة الدرقية.
دائمًا، افحصي النشرة الداخلية وتجنّبي المنتجات التي تحتوي نسب عالية من فيتامين A. لأنه قد يسبّب تشوّهات خلقية عند تناوله بجرعات مرتفعة.
كيف تختارين المكمل الأنسب لكِ؟
في السوق، تتوافر العديد من الأنواع، ولكن ليست جميعها فعّالة. إليكِ خطوات بسيطة لتُحسني الاختيار:
أولًا، اختاري منتجًا مصادقًا عليه من هيئة صحية موثوقة، مثل FDA أو EFSA. ثانيًا، اسألي طبيبتكِ عن المكمل الأنسب لحالتكِ، خصوصًا إذا كنتِ تعانين من مشاكل صحية مثل سكري الحمل أو الغدة الدرقية.
ثالثًا، ابدئي بمكمل يحتوي مكوّنات أساسية بجرعات معتدلة. لاحقًا، يمكن تعديله حسب التحاليل الدموية. رابعًا، راقبي تأثير المكمل خلال الأسبوع الأول. إذا شعرتِ بتحسّن، تابعي استخدامه. أما إذا لاحظتِ عوارضًا مزعجة، مثل الغثيان الشديد أو الإمساك، فاستبدليه بتركيبة أسهل للهضم.
ولا تنسي، لا فائدة من تناول مكمل ممتاز من دون شرب كميات كافية من الماء واتباع نظام غذائي صحي.
متى تتوقفين عن تناوله؟ وهل له آثار جانبية؟
يمكنكِ الاستمرار في تناول مكمل غذائي للحامل حتى نهاية فترة الحمل، بل ويمكن تمديد استخدامه إلى ما بعد الولادة خلال فترة الرضاعة. في الواقع، تؤكد جمعية الحمل الأمريكية أن استمرار تناول المكملات بعد الولادة يسرّع تعافي الأم ويعزّز إدرار الحليب.

بالنسبة للآثار الجانبية، فهي نادرة عند استخدام مكملات مخصّصة للحمل. في بعض الحالات، قد يسبّب الحديد إمساكًا طفيفًا، لكن يمكن التغلب عليه بشرب الماء وتناول الألياف.
تجنّبي تجاوز الجرعة اليومية الموصى بها. التوازن هو السر، والإشراف الطبي هو الضمان.
الخلاصة
في الختام، لا تهملي صحتكِ خلال الحمل. فاختيار مكمل غذائي للحامل مدروس هو خطوة بسيطة، لكنها تُحدث فرقًا كبيرًا خلال أيام. من تعزيز الطاقة إلى حماية الجنين، من تنظيم الهرمونات إلى تحسين النمو، كل عنصر داخل المكمل يترك أثره الإيجابي على صحتكِ.
احرصي على اتخاذ القرار المناسب، واستشيري الطبيبة، وابدئي رحلة العناية بنفسكِ وبطفلكِ. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن المأكولات الشائعة تضرّ بالجنين رغم فائدتها!
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ كل امرأة حامل تستحق أن تعيش حملًا صحيًّا ومتوازنًا دون قلق. ومن خلال استخدام مكمل غذائي مدروس، يمكنكِ أن تضعي الأساس لأمومة قوية تبدأ من اليوم الأول. لا تؤجّلي العناية بصحتكِ، فكل يوم يمرّ هو فرصة لتغذية نفسكِ وحماية جنينكِ.