عندما نتحدّث عن مميزات الطفل المولود في أمريكا ، نجد أنفسنا أمام ملفّ شائك يجمع بين القوانين، وحقوق وحماية الطفل، والمزايا التي قد تغيّر مستقبل العائلة بأكملها. كثير من النساء يفكّرنَ في السفر إلى الولايات المتحدة للولادة طمعًا في هذه المميزات التي يتمتّع بها المولود الأمريكي منذ لحظة ولادته.
في هذا المقال، سنأخذكِ في جولة علمية وقانونية دقيقة حول أبرز الفوائد التي يحصل عليها الطفل المولود في الولايات المتحدة الأميركية. وهل تنعكس هذه الامتيازات على الوالدين أيضًا؟ سنتطرّق إلى تأثير ولادة الطفل في أميركا على إقامتكِ القانونية. ونكشف لكِ الحقائق بناءً على دراسات وتقارير رسمية صادرة عن الهيئات الأميركية المختصّة.
هل ولادة طفل في أمريكا تعطي الإقامة للوالدين؟
ما هي مميزات الطفل المولود في أمريكا ؟وهل يحصل والديه على الإقامة؟ يعتقد كثيرون أن ولادة طفل في الولايات المتحدة تمنح تلقائيًا حق الإقامة أو الجنسية للوالدين. إلا أن هذا المفهوم خاطئ وغير مدعوم قانونيًا. وفقًا لقانون الهجرة والجنسية الأميركي (INA)، يتمتّع الطفل المولود على الأراضي الأميركية بالجنسية تلقائيًا بموجب مبدأ حق المواطنة بالميلاد (Birthright Citizenship). لكن هذه الجنسية تخصّ الطفل وحده.

أما الوالدان، فلا يحصلان على أي حق قانوني للإقامة أو الجنسية بناءً على ولادة الطفل. ووفقًا لدراسة صادرة عن Migration Policy Institute عام 2022، فإن الطفل الأميركي لا يستطيع التقدّم بطلب لمّ شمل الوالدين إلا عند بلوغه سن 21 عامًا. وعندها فقط يُتاح له تقديم طلب رسمي لمنح والديه الإقامة الدائمة.
لذلك، إذا كنتِ تفكّرين بالولادة في أميركا من أجل ضمان إقامة فورية، عليكِ إعادة النظر والاطلاع جيّدًا على القوانين المعمول بها قبل اتخاذ أي قرار.
ما هي فوائد الولادة في الولايات المتحدة الأميركية؟
تتعدّد مميزات الطفل المولود في أمريكا وتنعكس على حياته الاجتماعية والتعليمية والصحية منذ لحظة ميلاده. أولى هذه الفوائد هي الحصول على جواز السفر الأميركي، الذي يُعتبر من أقوى جوازات السفر عالميًا. حيث يسمح لحامله بدخول أكثر من 180 دولة من دون الحاجة إلى تأشيرة. وذلك وفق تصنيف Henley Passport Index لعام 2023.

من الناحية التعليمية، يتمتّع الطفل الأميركي بحقّ التعليم المبكر المجاني في المدارس الحكومية وصولًا إلى المرحلة الثانوية. كما يمكنه لاحقًا الاستفادة من القروض والمنح الجامعية التي توفّرها الحكومة الفيدرالية للطلاب المواطنين.
أما صحيًا، فبحسب تقرير صادر عن Centers for Medicare & Medicaid Services، يتمتّع المولود الأميركي بإمكانية الاستفادة من برامج الرعاية الصحية الحكومية مثل “ميديكيد” في حال استوفت العائلة الشروط اللازمة. ممّا يخفف الأعباء الصحية والمالية عنه في مراحل حياته المختلفة.
إضافةً إلى ذلك، يمتلك الطفل حقّ العمل والإقامة داخل الولايات المتحدة من دون الحاجة لأيّ تأشيرات مستقبليّة. ممّا يفتح أمامه آفاقًا واسعة لبناء مستقبل مهني وحياتي مستقرّ.
ماذا يحدث إذا كان لديك طفل في أمريكا؟
ما هي مميزات الطفل المولود في أمريكا ؟ حين تضعين مولودكِ في الولايات المتحدة، تُعتبرين المسؤولة قانونيًا عنه حتى بلوغه سن الرشد، تمامًا كما في أي دولة أخرى. لكن ما يُميّز الحال الأميركيّة هو أن الطفل، بصفته مواطنًا أميركيًا، يملك كامل الحقوق المدنية والسياسية التي يكفلها الدستور.

وفقًا للقوانين الأميركية، يحقّ للطفل طلب جواز سفر أميركي بعد أسابيع قليلة من ولادته. ما يُتيح للعائلة التنقّل بسهولة لاحقًا. كما يمكن للطفل، عند بلوغه السن القانونية، تقديم طلب رعاية لوالديه من أجل الحصول على البطاقة الخضراء (Green Card). وهي واحدة من أكثر المزايا التي تدفع بعض العائلات للتفكير بالولادة في أميركا.
لكن يجدر بالذكر أن وجود طفل أميركي لا يمنع السلطات الأميركية من ترحيل الوالدين في حال وجود مخالفات قانونية أو انتهاء صلاحية التأشيرة. وهذا ما أكّدته دراسة نشرتها American Immigration Council عام 2021 حول تطبيقات قوانين الهجرة.
الخلاصة
أخيرًا، عندما نُمعن النظر في مميزات الطفل المولود في أمريكا، ندرك أن هذه الامتيازات تحمل وعودًا كبيرة لمستقبل الطفل على المستوى الشخصي والمهني والاجتماعي. فهو يحمل جنسية واحدة من أقوى دول العالم، ويتمتّع بحقوق واسعة داخل بلده الأم. لكن في المقابل، لا يجب على المرأة أن تبني أحلامها على افتراضات قانونية غير دقيقة بخصوص الإقامة أو الجنسية الفورية للوالدين. إذ إنّ القانون الأميركي واضح في هذه المسألة. الولادة في أميركا تمنح الامتيازات للطفل فقط، بينما يحتاج الوالدان إلى خطط أخرى إذا كان هدفهما الحصول على الإقامة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن بنود رعاية الطفل بحسب مجلس شؤون الأسرة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أجد أن مميزات الطفل المولود في أمريكا مغرية جدًا لأي امرأة تفكّر في مستقبل أبنائها. خاصّةً في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية غير المستقرة في العديد من الدول العربية. إلا أنني أؤمن بأن القرار يجب أن يكون مدروسًا بشكل كبير. لأن تكلفة الولادة في أميركا مرتفعة، والقوانين واضحة بشأن عدم استفادة الوالدين من هذه الولادة بشكل مباشر. أشجّع كلّ امرأة على التفكير بمستقبل أطفالها، لكن مع مراجعة القوانين والاستعداد النفسي والمادي لهذه الخطوة. فالحصول على جنسية قوية مثل الجنسية الأميركية قد يكون نقطة تحوّل في حياة الطفل. لكنّه في الوقت نفسه يتطلّب مسؤولية كبيرة وتخطيطًا طويل الأمد للعائلة.