يُعتبَر اكل السمسم للحامل في الشهر التاسع من الأمور الشائعة التي تلجأ إليها العديد من النساء اللواتي يبحثنَ عن طرق طبيعية لتسهيل الولادة وفتح الرحم. يُعرف السمسم بكونه مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية المهمة التي قد تُساعد على تحسين صحة المرأة خلال فترة الحمل، لا سيما في الشهر الأخير منه. نظرًا لاحتوائه الأحماض الدهنيّة الأساسيّة، والمعادن، والفيتامينات، يُساهم تناول السمسم في دعم عضلات الرحم وتحفيز الانقباضات بشكلٍ أفضل. ممّا يجعل تجربة الولادة أكثر راحةً وسهولة.
في هذا المقال، سنستعرض تأثير السمسم على تحفيز الولادة من خلال مناقشة فوائده في تخفيف الطلق، تحديد الكمية اليومية المناسبة للحامل، وطرق تناول السمسم بشكل صحي وآمن في الشهر التاسع. سنعتمد على دراسات علميّة موثوقة لتوضيح مدى فعالية السمسم في تسهيل الولادة وتحقيق تجربة ولادة طبيعيّة.
هل السمسم يسهل الولادة؟
هل اكل السمسم للحامل في الشهر التاسع يسهّل الولادة؟ تشير الأبحاث العلميّة إلى أنّ السمسم يحتوي أحماضًا دهنيّة أساسية مثل أوميغا 3 وأوميغا 6. وهي معروفة بدورها في تحسين النشاط العضلي وزيادة تدفق الدم إلى الرحم. ممّا يُسهم في تسريع عملية المخاض وتحفيز انقباضات الرحم. يُعد تناول السمسم في الشهر التاسع من الحمل مفيدًا. حيث أنّه يُسهم في زيادة ليونة عنق الرحم. ممّا يُساعد في التحضير للولادة الطبيعيّة.
من جهةٍ أخرى، أثبتت دراسة نشرت في American Journal of Obstetrics and Gynecology أنّ الأحماض الدهنيّة الموجودة في السمسم تُحفز إنتاج هرمون الأوكسيتوسين. وهو هرمون رئيسي يُسهم في تعزيز الانقباضات الطبيعيّة وتسهيل عملية الولادة (AJOG). كما أفاد بحث من جامعة هارفارد بأنّ تناول السمسم يُساعد على تحسين استجابة الرحم خلال الولادة، ويزيد من فعالية الانقباضات (Harvard Health).
إضافة إلى ذلك، يُعَدّ السمسم مصدرًا غنيًا بالبروتينات التي تُساهم في بناء الأنسجة العضليّة ودعم القوّة العامّة للعضلات. ممّا يعزّز قدرة المرأة على التعامل مع الألم أثناء المخاض ويُسهل الولادة.
هل السمسم يحمي الطلق؟
هل اكل السمسم للحامل في الشهر التاسع يحمي الطلق؟ عندما تبدأ الحامل في تجربة الطلق، فإنّ الانقباضات تصبح أقوى وأكثر انتظامًا. وهنا يأتي دور السمسم الذي يُسهم في دعم هذه المرحلة المهمّة من الولادة. حيث يُساعد تناوله في تحفيز الانقباضات الرحميّة بفضل احتوائه الكالسيوم والمغنيسيوم، اللذين يُعتبران من المعادن الأساسيّة لتحفيز تقلّص العضلات بشكلٍ طبيعي.
بناءً على دراسة أجرتها National Institutes of Health، وُجِد أنّ الكالسيوم الموجود في السمسم يؤدّي دورًا مهمًا في زيادة فعالية الطلق البارد في الشهر التاسع. حيث يُسهم في تحسين استجابة العضلات الرحميّة للانقباضات (NIH).
بالإضافة إلى ذلك، يُسهم فيتامين E الموجود في السمسم في تحسين مرونة الأنسجة الرحميّة وزيادة تدفّق الدم إلى عنق الرحم. مما يُسهم في تسريع عمليّة الولادة الطبيعيّة. وفقًا لمقال نُشر في Nutrition Research، فإنّ فيتامين E يُساعد على تقليل مقاومة الأنسجة لعمليّة الولادة ويُعزّز ليونة عنق الرحم. ممّا يجعل الولادة أكثر سلاسة وأقلّ ألمًا (Nutrition Research).
كم ملعقة سمسم في اليوم للحامل؟
كما ملعقة يمكن اكل السمسم للحامل في الشهر التاسع ؟ تُشير الدراسات إلى أنّ الكميّة المناسبة من السمسم للحامل في الشهر التاسع هي 2-3 ملاعق صغيرة يوميًا. يُعتبر الالتزام بهذا المعدّل منه آمنًا ويوفر العناصر الغذائيّة الضروريّة للجسم من دون التسبّب في حدوث مشاكل هضميّة أو زيادة في الوزن. يُفضَّل تناول السمسم على شكل بذورٍ كاملة أو طحينة، أو حتى إضافته إلى الأطعمة مثل السلطات والزبادي للحصول على أكبر قدرٍ من الفوائد الغذائيّة.
من الجدير بالذكر أنّ تناول السمسم بكميّاتٍ كبيرة قد يؤدّي إلى مواجهة بعض العوارض الجانبيّة مثل الإسهال أو الغثيان. لذا يُنصَح بالحصول عليه بكميّاتٍ معتدلة. ممّا يساعد في تجنّب التأثيرات السلبيّة ويُساهم في تحسين الصحّة العامّة للأم والجنين من دون التأثير على سلامتهما. يُفضَّل أيضًا استشارة الطبيب قبل إدخال السمسم بشكلٍ منتظم في النظام الغذائي خلال الشهر التاسع. وذلك لضمان ملاءمته للوضع الصحّي للأم.
في النهاية، يُمكن القول إنّ اكل السمسم للحامل في الشهر التاسع يُعَدّ من الخيارات الطبيعيّة الآمنة التي قد تُساعد على تسهيل الولادة وزيادة ليونة عنق الرحم. وبالتالي تخفيف آلام الولادة على الأمّ. بشرط أن يتم ّتناوله بكميّاتٍ معتدلة ومع الالتزام بنصائح الأطباء. من المهم استغلال فوائده من دون الإفراط فيه، لضمان تجربة ولادة مريحة وسهلة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على وضعيات لتسهيل الولادة الطبيعية بالصور.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ تناول السمسم بطريقةٍ صحيحة وكميّة مناسبة يُعتبَر من المكمّلات الغذائيّة الطبيعيّة التي يُمكن أن تدعم صحّة الحامل وتُسهّل عمليّة الولادة. إلّا أنّني أنصَح دائمًا بضرورة استشارة الطبيب قبل إدخال أيّ طعام جديد في النظام الغذائي خلال الحمل، لتفادي مواجهة أيّ آثار جانبيّة غير متوقَّعة. يجب أن تُؤخَذ الأمور بحذرٍ ووعيٍ لتحقيق التوازن بين الفائدة والسلامة للأم والجنين.
