يُعَدّ التعرّف على أسباب عدم نوم الطفل عمر سنة ونصف من المشاكل الشائعة التي تواجه العديد من الأمهات، حيث أنّ هذا الوضع يُسّبب الشعور بالتعب والإرهاق للأمّ وطفلها، ولا بدّ من إيجاد الحلول المناسبة للتخلّص من مضاعفاته.
في الفقرات التالية، سنبدأ بتناول الأسباب المحتملة لهذه المشكلة، ثم ننتقل إلى الأضرار التي قد تنجم عنها، ونختم بكيفية التعامل مع هذه الحال، مستندين إلى دراسات علمية موثوقة لضمان التعامل الصحيح مع هذه الحال والحفاظ على سلامة طفلكِ.
الأسباب المحتملة لهذه المشكلة
تتعدّد أسباب عدم نوم الطفل عمر سنة ونصف وتختلف باختلاف الحال الصحيّة التي يتمتّع بها الطفل والمحيط الذي يعيش فيه والعادات اليوميّة التي تتّبعها الأمّ معه، لذا من الضروريّ التعرّف عليها من أجل إيجاد الحلول المناسبة، وفي هذا السياق، سنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي، وتشمل:
تغييرات في النمط اليومي
يمكن أن تكون التغييرات في النمط اليومي من ضمن أسباب عدم نوم الطفل عمر سنة ونصف ، وتشمل هذه التغييرات الانتقال من الرضاعة الطبيعية إلى الطعام الصلب أو تغيير الروتين اليومي نتيجة العودة للعمل بعد إجازة الأمومة، عندها قد تشعرين أن طفلك مرهق جدًا ويشعر بالتعب.
وفقًا لدراسة نُشرت على موقع (NIH, National Library of Medicine) بعنوان “A Nightly Bedtime Routine: Impact on Sleep in Young Children and Maternal Mood” عام 2019، تشير البيانات إلى أن التغييرات الكبيرة في روتين الطفل اليومي قد تؤدي إلى اضطرابات في نمط النوم، مما يجعله يشعر بعدم الأمان والراحة. يمكنك الاطلاع على الدراسة كاملة من خلال الضغط هنا.
مشاكل صحية
تعتبر المعاناة من المشاكل الصحية مثل عوارض التسنين عند الأطفال أو التهاب الأذن الوسطى من بين أسباب عدم نوم الطفل عمر سنة ونصف ، فالألم الناتج عن التسنين يمكن أن يجعل النوم صعبًا على الطفل، وهذا ما أيدته مقالة نُشِرَت على موقع (huckleberry) عام 2024 تحت عنوان “How to help a teething baby sleep through the night”، التي أظهرت أن التسنين يمكن أن يسبب ألمًا شديدًا ويؤثر على جودة نوم الطفل. لقراءة المقالة يمكنك الضغط هنا.
القلق والانفصال عن الأهل
يُعَدّ الشعور بالقلق والانفصال عن الأهل من العوامل النفسية التي تؤثر على نوم الطفل، ففي هذا العمر، يشعر بالحاجة إلى الأمان والاحتضان، وقد يؤدّي غياب الأهل أو تغيّر البيئة إلى اضطرابات في النوم، فالدراسات النفسية تُظهر أن الأطفال في هذا العمر يحتاجون إلى تواجد الأهل بقربهم للشعور بالأمان، وهذا ما يعزز من جودة نومهم.
الأضرار التي قد تنجم عن معاناة طفلكِ من هذه الحال
بعد الكشف عن أسباب عدم نوم الطفل عمر سنة ونصف في ما سبق، سنطلعكِ في ما يلي على أبرز الآثار الجانبيّة المحتملة التي قد يواجهها طفلكِ جرّاء المعاناة من هذه المشكلة، وتشمل:
نقص النمو العقلي والجسدي
يمكن أن يؤثر عدم النوم الكافي سلبًا على النمو العقلي والجسدي للطفل، فالنوم الجيد ضروري لتطوير الدماغ والقدرات العقلية والجسدية لدى الأطفال.
وفقًا لمقال نُشِر على موقع “Pharmacy Times”عام 2021 تحت عنوان “The Role of Sleep in Infant Development”، فإن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في النوم قد يواجهون تحديات في التركيز والتعلم لاحقًا. يمكنك الاطلاع على المقالة كاملة عبر الضغط هنا.
مشاكل سلوكية
قد يُظهر الطفل الذي لا يحصل على قسط كافٍ من النوم سلوكًا عدوانيًا أو مزاجيًا، فمن الممكن أن يصبح سريع الغضب أو يبكي كثيرًا، ممّا يزيد من الضغط على الأسرة، فالدراسات تشير إلى أن النوم غير الكافي يرتبط بزيادة السلوكيات السلبية لدى الأطفال، مما يؤثر على جودة حياتهم وحياة الأهل.
كيفية التعامل مع هذه المشكلة
بعد التعرّف على أسباب عدم نوم الطفل عمر سنة ونصف وتحديد العوامل الأساسيّة المؤثّرة، سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات التي تضمن علاج هذه المشكلة في ما يلي، وتشمل:
إنشاء روتين نوم ثابت
إنّ أحد الحلول الفعّالة هو إنشاء روتين نوم ثابت للطفل من أجل مساعدة الطفل على أخذ قسط كافٍ من النوم، لذا يجب أن يكون له وقت محدد للنوم واليقظة يوميًا.
وفقًا للخبراء في موقع WebMD في مقال بعنوان “Guidelines for Your Child’s Bedtime”، يمكن أن يساعد الروتين الثابت على تهدئة الطفل وجعله يشعر بالأمان والاستعداد للنوم. يمكنك الاطلاع على المقال على موقع WebMD من خلال الضغط هنا.
توفير بيئة نوم مريحة
تأكدي من أن بيئة نوم الطفل مريحة وخالية من المشتّتات، ويمكن أن يشمل ذلك غرفة مظلمة، درجة حرارة مناسبة، وضوضاء بيضاء خفيفة.
وفقًا لتقرير نُشِر على موقع (NIH, National Library of Medicine) بعنوان “Creating a safe sleep environment for your baby”، فإن البيئة المريحة للنوم تُحَسِّن من جودة النوم لدى الأطفال. لقراءة التقرير كاملًا يمكنك زيارة موقع الضغط هنا.
التعامل مع الألم والقلق
إذا كان الطفل يعاني من الألم نتيجة التسنين أو مشاكل صحية أخرى، يجب استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب، كما يمكن للأهل تقديم الدعم العاطفي له من خلال القراءة له قبل النوم أو احتضانه حتى يشعر بالأمان، فتقديم الدعم النفسي والعاطفي يمكن أن يساهم بشكل كبير في تهدئة الطفل وتحسين جودة نومه.
في نهاية المطاف، إنّ أسباب عدم نوم الطفل عمر سنة ونصف متعددة وتحتاج إلى فحص دقيق وتقديم الحلول المناسبة، لذا بتفهم الأسباب المحتملة والتعامل معها بفعالية، يمكن تحقيق نوم هادئ ومريح لطفلكِ. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن عادات النوم الصحية عند الأطفال.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، يُعَدُّ التفهم والصبر هما المفتاحان الرئيسيان للتعامل مع مشاكل النوم عند الأطفال، فكل طفل يختلف عن الآخر، وما يناسب طفلًا قد لا يناسب آخر، لذا، من الضروري أن تكوني مرنة في اتباع الحلول المختلفة حتى تجدي ما يناسب طفلكِ ويضمن له نومًا هنيئًا.