لا بدّ أن توفيري العناية اللازمة لأطفالك خلال مرحلة نموّهم لضمان سعادتهم، لذا يتحمل كلّ واحدٍ من الوالدين مسؤولية تعليمهم القيم الصحيحة والأخلاق السليمة، وتحضيرهم ليكونوا أفرادًا محترمين في المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الوالدين تربية أطفالهم بأسلوب عطوفي ورحيم، ويمكن استخدام الطرق الفعالة التي يوصي بها خبراء الصحة النفسية ومختصّي العلاقات الأسرية لتحقيق هذه الأهداف والحفاظ على الحياة العائلية المرحة والسعيدة.
الخطوات الموصى بها
إنّ الأطفال لا يريدون أمًا مثاليّة، بل أمًا تُحفزّهم وتجعل منهم أشخاص ناجحين وسعداء، لذلك سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات الضروريّة لتحقيق هذا الهدف، وتشمل:
أهمية احترام الأبناء
يبدأ تكوين صورة الطفل لذاته من خلال تفاعله مع أهله، ويتأثر بنبرة أصواتهم وتعبيراتهم، لذا يجب تجنب استخدام العبارات المهينة أو المقارنة بينهم وبين الآخرين، وتأكيد أهميتهم وقبولهم كما هم،كما يجب الاهتمام بشكل دائم بالتواصل والتفاعل معهم بطريقة تشجعهم على بناء ثقتهم بنفسهم.
تعزيز التواصل مع المراهقين
يجب أن تكون المحادثات المنتظمة مع الأطفال المراهقين جزءًا لا يتجزأ من حياة الوالدين، حيث يمكنهما فهم آرائهم وتفاعلهم مع الأحداث اليومية، وفي هذه الحال من الضروريّ استخدام أساليب فعالة للتواصل معهم، بما يشجعهم على المشاركة الفعّالة في العملية التربوية.
المديح والتشجيع
يعتبر المديح والتشجيع أدوات فعّالة لتعزيز السلوك الإيجابي لدى الأطفال، حيث يشعرون بالتقدير عند الاعتراف بجهودهم، لذا ينبغي على الوالدين استخدام التعبيرات الإيجابية وتوجيه الثناء لأبنائهم بشكل مناسب، لتعزيز السلوك الذي يودون تشجيعه.
توفير بيئة آمنة ومريحة
يهدف توفير بيئة مناسبة وآمنة في المنزل إلى مساعدة الأطفال على تطوير أنفسهم بشكل كامل، لذا فإنَّ إنشاء منطقة آمنة خالية من المخاطر يسهم في تمكينهم من القيام بما يشاءون من دون قيود، الأمر الذي يُشعرهُم بالثقة بأنهم يمكنهم الاستكشاف واللعب في المنزل بلا خوف من الإصابة، كما يجب تعليمهم القواعد العملية التي تساعدهم على البقاء آمنين، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تحويل المنزل إلى مساحة تعليمية مثل المدرسة، مليئة بالمواد التعليمية والألعاب التفاعلية، لتشجيعهم على المشاركة بشكل فعال في الأنشطة التعليمية.
جدولة الأنشطة والراحة
يسهم التخطيط لأداء الأنشطة التعليمية القصيرة على مدار اليوم في الحفاظ على نشاط الأطفال واستمرار تفاعلهم مع البيئة التعليمية، لذا يمكنكِ دمج التمارين الرياضية الخفيفة مع فواصل حركية مثل الرقص أو أداء التمارين البسيطة في الهواء الطلق، لتحفيزهم على النشاط البدني وتحسين مزاجهم.
تمضية وقت نوعي مع الأطفال
إنّ تمضية الوقت مع الأطفال يعزز الثقة بالنفس والعلاقة الأسرية لديهم،ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم ألعاب محببة لهم مثل لعبة “الوردة والشوكة”، التي تساعدهم على التعبير عن مشاعرهم وتقديم الدعم النفسي، إضافة إلى ذلك، يمكن تخصيص بعض الوقت لممارسة الأنشطة المفضلة لديهم مثل اللعب في الحديقة أو سرد القصص، لتعزيز العلاقة العاطفية معهم.
تعليم العطف والتعاون
يعزز تشجيع الأطفال على مساعدة الآخرين وتجربة التعاون قيم التسامح والتعاون في المجتمع، ويمكن تحقيق ذلك من خلال توسيع دائرة اهتمامهم لتشمل الآخرين بما يتجاوز الأسرة، وحثّهم على مساعدة الآخرين وإظهار الرحمة والعطف تجاههم.
في الختام، نذكّركِ بضرورة استشارة المعالج النفسي المختصّ للحصول على النصائح والتوجيهات المهمّة لعمليّة تربية طفلكِ، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على دور الأسرة في الصحة النفسية للطفل وكيفية تطويره.