مصدر الصورة: Image by pch.vector on Freepik
ما هو حكم رفض الزوجة للجماع بسبب التعب؟ وهل يمكنها ذلك؟ هذا السؤال الذي يجول في خاطر الكثير من النساء سنقدم الإجابة عنه في هذه المقالة.
من المعروف أن الحياة الزوجية مبنية على الاحترام والتفاهم والحوار بين الزوجين، كما أنّهما يشتركان معًا بكافة الحقوق والواجبات. ومع ذلك، يسأل البعض عن حكم رفض الزوجة للجماع بسبب التعب.
في الحقيقة، وانطلاقًا من ضرورة الحفاظ على الحياة الزوجية الناجحة، على الزوجين أن يلتزما بالوفاء لبعضهما البعض، وهذا الأمر يتضمن موضوع المعاشرة والجماع. ولكن في بعض الحالات يمكن للزوجة، أو يحق لها أن ترفض معاشرة زوجها أوممارسة الجماع معه لأسباب مختلفة ما بين شرعية وصحية وعاطفية. هذه الحالات التي تعتبر من الحالات الاستثنائية يتم الحكم عليها بالتوافق بين الزوجين وبتقدير وتفهم للظروف الشخصية ولكن هل هناك حكم لرفض الزوجة للجماع بسبب التعب؟
عندما ترفض الزوجة الجماع بسبب التعب…
في حين سبق وكتبنا لك عن حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الزعل، إليك تفاصيل رفضها بسبب التعب. في الحقيقة، يجب على الزوجة بشكل عام أن تلبي دعوة زوجها الى الفراش وذلك باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، ولا يجوز للمرأة الامتناع عن زوجها بسبب التعب والإرهاق، أما إذا كان الجماع يسبب لها ضررًا فامتناعها جائزًا. ولكن في حال كان الجماع يسبب لها ضررًا بسيطًا عليها أن تظهر الأمر لزوجها وهنا الحكم بيده، فإن رضي بترك الجماع فلا حرج عليها ولكن في حال أصرّ على مجامعتها عليها أن تطيعه لوا يجوز لها الامتناع عنه.
في حال امتنعت عن الجماع لتعب أو لعذر غير مقنع فهي تعتبر آثمة وتلعنها الملائكة: لقوله، صلى الله عليه وسلم، في الحديث: “إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ”، هذا يشير الى أن المرأة وإن لم يكن لها عذر شرعي فلا يمكنها أن ترفض الجماع مع زوجها لأنها تعتبر امرأة آثمة وقد يودي بها الأمر الى الطلاق.
الامتناع عن الجماع في حال المرض
يمكن للمرأة رفض الجماع بسبب المرض، فهو من الأعذار المذكورة التي تسمح لامتناع المرأة عن مجامعة زوجها.
في التفاصيل، إذا كانت الزوجة مصابة بمرض، فلا يجوز للزوجة أن تطلب من زوجها أن يجامعها، فهذا يعتبر كعذر لها في الامتناع حتى تتعافى من مرضها، فقد قال، تعالى/ في محكم تنزيله: “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا”، كما جاء في روضة الطالبين وعمدة المفتين: “وَلَوْ كَانَتْ مَرِيضَةً، أَوْ كَانَ بِهَا قَرْحٌ يَضُرُّهَا الْوَطْءُ، فَهِيَ مَعْذُورَةٌ فِي الِامْتِنَاعِ عَنِ الْوَطْءِ”.
أخيرًا، يبقى هذا الأمر مصدر جدال بين كثيرين ولكن من المهم أن نشير الى أن الزوج يراعي في الكثير من الأحيان مشاعر زوجته كما أن المرأة تراعي مشاعره. لذا، بالاتفاق دومًا يمكن إنجاح العلاقة، وهذا من أهم سباب نجاح الزواج واستمراره.