في هذا اللقاء الخاص لعائلتي نكشف عن معنى التنمر الحقيقي مع الإختصاصية في علم نفس الأطفال ريهام منذر، ونضع النقاط على الحروف بعدما أخذ الموضوع منحًى غير دقيق في التوصيف وطرق المواجهة.
تابعي قراءة هذه المقابلة الحصرية لموقعنا، ولا تهملي تصرفات طفلك لأنّها قد تُنذر بأمور خطيرة تؤثّر على صحّته النفسية. وكنا سبق وكتبنا لك عن تصرفات يقصد طفلك من خلالها أن يقول “أنا ضحية التنمر”!
1. ما هو التنمر؟ وكيف يمكن تفرقته عن التصرف السيء او اللئيم؟
من المهم جدّا تحديد التعريف الصحيح للتنمّر لأنّ الأمر بدأ يأخذ منحًى غير سليم. أصبحت أي كلمة يقولها الولد ببراءة وحسن نيّة وعن غير قصد تعتبر تنمّرًا. إذا قالت فتاة صغيرة لصديقتها لم تعجبني ملابسك يؤخذ عليها أنّها تتنمّر. في الحقيقة، وبالإستناد إلى الجمعية الأمريكية لعلم النفس، يتم تعريف التنمّر على أنّه تصرّف عدائي يُمارس عن قصد وبشكل متكرر بهدف التسبب بالأذى أو إزعاج الآخر، فإذا لم يتكرر التصرّف بشكل مقصود للأذية لا يُعتبر تنمّرًا.
2. هل صحيح أن للتنمر تأثير سلبي على الشخصية؟ أم أن هناك مبالغة في الحالات اليوم؟
إذا حصل التنمر بحسب تعريفه الصحيح لا شكّ أنّه يؤثّر على الشخصية، وعلى ثقة الولد بنفسه وبالأشخاص المحيطين به، وعلى نظرته لنفسه، وعلى علاقاته الاجتماعية.
3. هل هناك خصائص في شخصية الطفل يمكنه من خلالها على مقاومة آثار التنمر؟
من النادر أنّ يكون لدى الأشخاص مقاومة فطرية للتنمّر. ويعود ذلك إلى أنّ التعرّض للتنمّر يحرّك فينا غريزة البقاء على قيد الحياة، الأمر الذي نترجمه بتصرفات عدائية، أو بالهروب أو الصدمة. دماغ الإنسان مركّب بشكل لا يسمح بمقاومة التنمّر بطريقة فعّالة. لذا، الطفل بحاجة لأن يتمرّن ويكتسب طرق مواجهة التنمّر، وهنا للأم دور كبير في كيفية التوجيه.
4. أخبرينا عن أبرز النصائح للأهل للتخفيف من قلقهم حيال احتمال تعرّض طفلهم للتنمر؟
الثقافة في هذا المجال ضرورية لنعلّم أولادنا طرق الردّ على التنمّر وكيفية منعهم من أن يكونوا هم أيضًا متنمّرين. فكما سبق وذكرنا، إنّ الرد على التنمّر لا يأتي بشكل تلقائي أو بالفطرة، بل يجب تعليم أطفالنا سُبُل المواجهة. يمكننا تشكيل قوانين خاصة نضعها مع الولد حول كيفية الرد والتعامل مع المتنمّر. الهدف هو تعليم أطفالنا ردود معيّنة تمنع الشخص الآخر من الإستمرار في التنمّر من دون اللجوء إلى أساليب تساهم في تكبير دائرة التنمّر.
أخيرًا، أنا أم أعرف أنّ ليس كل تعليق سلبي هو تنمّر وأريد أن يكون لدى ابني القدرة على التعامل مع التعليقات السيئة العرضية والمخطط لها من خلال استشارة أخصائيين في هذا المجال، وماذا عنك؟