إذا كنت تقلقين حيال الأذية التي قد يتلقّها طفلك من أصدقائه، فأنصحك بقراءة مقالتي هذه لانه لدي وجهة نظر مختلفة حول الموضوع.
قررنا، زوجي وأنا، قبل أن ننجب طفلنا الأوّل أن نعتمد التربية الإيجابية التي تقوم على الإصغاء على حاجات الطفل وتدريبه على كيفية الاتعامل مع المشاعر والمواقف. وانطلاقًا من ذلك، أشعر أن التنمّر، القضية العالمية التي يحملها الأهل اليوم، حال يمكن السيطرة عليها بمجرد حسن اعتماد التعامل السليم والصحي مع أطفالنا.
أنا أم أعرف أنّ ليس كل تعليق سلبي هو تنمّر، لأنني لا أشعر بالهلع والخوف والقلق إذا تأذّى طفلي. لا يمكنني أن أسجنه في المنزل لأحميه من المشاعر السلبية والمواقف المؤلمة. إنّها الحياة بحلوها ومرّها، تفتح أبوابها لأطفالنا ولنا. أنا أم لا أقلق على مشاعر أطفالي، لأنني أسعى يوميًا إلى تعليمهم كيفية التعبير وكيفية التمييز.
لا أعتبر كل حادثة تحصل مع طفلي على أنّها تنمّر، ولا أدفعه للتفكير بالأمر حتى. عندما يأتي إليّ شاكيًا، أحلل معه الموقف ليتبيّن أنّه بكل بساطة عليه الإبتعاد عن هذا الصديق لأنّ اهتماماتهما ليست مشتركة. أعلّم ولدي أن يتّخذ قرارًا يريحه حيال أي تصرّف يزعجه.
بكل بساطة، أحاول أن أكشف له عن أهمية الصداقة المتمثلة في العثور على أصدقاء لهم نفس الاهتمامات ويتبادلون مشاعرهم.
يتلقّى أطفالنا تعليقات وأفعال سيّئة في مرحلة ما خلال سنوات دراسة الأولى، ولكن من الضروري عدم تخويفهم من الأشخاص قليلي الإحترام الذي يخذلون أصدقاءهم. فالأمر ليس له علاقة بأطفالنا، بل بالشخض الآخر. من هنا أيضًا، ولأحمي أطفالي من أذية الآخرين، أعلّمهم إمّا الإبتعاد، أو الرحمة والتعامل مع الآخر اللئيم بحبّ وتفهّم لظروفه القاسية التي دفعته ليكون كذلك.
أخيرًا، أريد أن يكون لدى ابني القدرة على التعامل مع التعليقات السيئة العرضية وأن يكون مدركًا لمن يقضي الوقت معه. هذه مهارة حياتية مهمة يحتاجها لأنه، للأسف، تحتوي الحياة على بعض الأشخاص اللئام أو المتنمرين، وما الهم؟ علينا فقط تحصين أطفالنا وعدم زجّهم في إطارة الضحية دائمًا.