يحاول الاهل في الكثير من الاحيان الوصول إلى التربية المثالية مع اولادهم، حيث يتابعون اجدد الدراسات ويحاولون جاهدا تطبيقها.
الّا ان ما يجهله الاهل هو ان الوصول إلى التربية المثالية “اكذوبة كبيرة”، فالتربية الصارمة قد تؤدي إلى الإكتئاب كما ان التربية في ظل الانفتاح لن تكون الافضل للاولاد.
نعم، يحاول الاهل القيام بدورهم على اكمل وجه، ولكن قد تصل الامور إلى درجة الهوس بالكمال الامر الذي قد يسبب الارهاق والتعب للأولاد. ويشير الخبراء اليوم إلى ان السعي للكمال قد يصبح اكثر خطورة عندما يمارس على اطفال يخطئون بشكل طبيعي، فهم يتعلمون.
الأبناء لا يحتاجون في حياتهم إلى اب خارق او ام مثالية
وكشفت دراسة جديدة ان ما بين 25 و30 بالمئة من المراهقين يعانون من الكمال غير القادر على التكيّف، اي انهم يسعون إلى “كمال غير واقعي” إلى درجة يسبب الموضوع لهم بالألم.
وتجدر الاشارة إلى ان السعي للكمال يتجلى عند المراهقين بصورة غضب واكتئاب وخوف من الرفض، ناهيك عن درجة الوصول إلى الانتحار في معظم الاحيان، مع العلم أنّه يمكن للأهل أن يساهموا في التّخلّص من توتر المراهقة.
إذا لا بدّ من التوضيح ان الابناء لا يحتاجون في حياتهم إلى اب خارق او ام مثالية، ولا يحتاجون إلى العيش بخوف من عدم شعور اهلهم بالرضى عنهم، بل يحتاجون إلى عائلة سعيدة واهل يحبنوهم على الرغم من اخطائهم وعيوبهم، وذلك بحسب خبراء النفس.
من جهة اخرى، يقول الباحثون انه في حال اكتشف الابناء بعض عيوب الاباء فإنّ هذا يساعدهم ويعطيهم الثقة بارتكاب الاخطاء والتعلّم من اخطائهم. بالاضافة إلى ان عيوب الاباء قد تكشف للابناء ان ما من احد معصي عن الخطأ، فيكون الاهل قدوة جيدة امام الاطفال بدلا من السعي الدائم لجعلهم مثاليين.
لذلك، شاركوا مع اطفالكم قصص اخطائكم السابقة، وعلّموهم من اخطائكم، اكشفوا لهم انهم غير مثاليون ولكنهم رائعون رغم أنّه هناك عبارات يقولها الاطفال تحزن الأم كثيراً!