يمكن لقصص الصغار أن تشرح للأطفال ما يعجز الأهل عن شرحه. فإذا أردت سيدتي أن تؤكدي لطفلِك وجوب أن يسمع كلمتكِ لأنها لمصلحته فما عليكِ إلا أن تقرأي له على سبيل المثال قصة "الثعلب والعنزات الصغار" التي وبالتأكيد ستعطيه أكثر من درس واحد في الحياة. أولها أن ليس هناك في الدنيا أحنّ من الأم على أولادها وثانيها أن الحياة فيها الصالح المفيد له والطالح الذي من الممكن أن يغدر به.
وهذه مقتطفات من القصة ": في غابة من الغابات الكبيرة كانت تعيش عنزة مع جَدْيَيها الصغيرين في سعادة وسرور. وكانت تذهب كل يوم إلى المرعى لتجلب لصغيريها العشب والحليب، فيما يبقى الصغيران في البيت يلعبان ويمرحان إلى حين عودة أمهما. وكان يعيش في هذه الغابة أيضاً ثعلب ماكر".
"… استمرت سعادة العنزة مع جدَييها إلى أن جاء يوم جاع فيه الثعلب، ولم يجد ما يقتات به من الطعام، فأخذ يفتّش في الغابة الكبيرة، علّه يجد شيئاً يسكت به جوعه، وبينما هو يفتّش مرّ من تحت شباك بيت العنزات، فإذا به يسمع صوت العنزة الأم توصي صغارها بعدم فتح الباب لأي أحد إلى أن يسمعوا صوتها هي وحدها فيفتحوا لها. مدّ الثعلب رأسه بحذر شديد، فرأى جديين صغيرين جميلين، يهزان رأسيهما طوعاً لأمهما فسال لعابه وأخذ يحلم بصيدهما وأكلهما وقال في نفسه سوف أنتظر ذهاب الأم وأقتحم البيت وآخذ الصغيرين….".
"…اذهبي أيتها العنزة، لن أعطيك أولادك، وافعلي ما شئت.
أجابت العنزة بقوة: إذن هيّا نتصارع، والفائز هو الذي يفوز بالصغار. وافق الثعلب على هذا الاقتراح، وقال يحدّث نفسه"سوف أحتال على هذه العنزة الضعيفة وأقضي عليها، ثم أجلس وآكل الصغار بهدوء".
خرج الثعلب من وكره، وتقابل الخصمان، وتعالى الصياح، وتناثر الغبار، وأخيراً انقشع الغبار، وقد تغلّبت العنزة على الثعلب وقضت عليه بقرنيها الحادين وسقط على الأرض مضرَّجاً بدمائه. أسرعت الأم إلى جَدْيَيْها، وفكّت رباطهما، ثم ضمتهما إلى ذراعيها وهي تقول معاتبة {هذا درس لمن لا يسمع كلام أمّه}".