كلّ طفل كيانٌ مختلف وفريد بطريقة نموّه ووتيرة تطوّره؛ وهذا أمر معروف ومفروغ منه. لكنّ السؤال الذي يطرحه نفسه هنا ويُحيّر ربما الكثير من الأمهات: هل يُمكن لمعالم النّمو أن تقول أيّ شيء عن قدرات الطفل ومهاراته؟ هل يُمكن للطفل الذي مشى في سن مبكرة مثلاً أن يتفوّق ويكون عبقرياً؟
الإجابة بكلّ بساطة وبصريح العبارة: كلا.
والدّليل على ذلك في دراسةٍ سويسرية صدرت في مجلة Acta Paediatrica ووجدت أنّ الأطفال الذين يخطون خطواتهم الأولى في سنّ مبكرة لا يفوقون أقرانهم ذكاءً ولن يتقدّموا ويتميّزوا عنهم ذهنياً في المراحل المقبلة من حياتهم.
وقد بنى القيّمون على هذه الدراسة استنتاجهم على مراقبتهم ومتابعتهم الحثيثة لمسيرة نمو أكثر من 22 طفلاً معافى بالتعاون مع أطباء أطفال متخصصين قاموا بفحصهم حوالى 7 مرات خلال العامين الأولين من حياتهم، ثم أخضعوهم لاختبارات حركية وأخرى ذهنية كلّ سنتين أو ثلاث سنوات حتى بلغوا الثامنة عشر من العمر.
> كلّ طفل كيانٌ مختلف وفريد بطريقة نموّه ووتيرة تطوّره؛ وهذا أمر معروف ومفروغ منه.
وانطلاقاً ممّا سبق، ينصح القيّمون على الدراسة الأهل بالاسترخاء وعدم القلق ممّا إذا تأخر صغارهم بـتعلّم المشي وما إذا تجاوزوا العام الأول وهم لا يزالون غير قادرين على التنقّل من دون مساعدة.
لذا لو أبكر طفلك في المشي أو أخذ وقته، لا فرق! قدراته الذهنية وذكاءه لن يتأثرا بإنجاراته الحركيّة. والأرجح ألا يكون إنشتاين عصره ولكنه قد يكون أكثر اندفاعاً للمشاركة في الألعاب الرياضية والتفوّق فيها. فالرابط بين المعالم التنموية والمشاركة الرياضية في سن المراهقة موجود ولو بشكلٍ بسيط، حسبما تؤكده دراسة فنلندية ذات صلة.
اقرأي أيضاً: ما هي العلامات التي تشير إلى تفوّق وذكاء طفلك؟