مع زيادة الوعي حول الصعوبات في التعلّم لدى الأطفال وضرورة متابعتها في شكل مكثف لتعزيز نمو الطفل الذهني والأكاديمي، قد تتساءلين ما إن كان هناك علامات مبكرة تساعدكِ على كشف إحتمال وجود أي إختلال في هذا السياق لدى طفلكِ، لمتابعة الأمور من أوّلها. لذلك، سنأتيكِ بكل ما تحتاجين معرفته في هذا الخصوص!
كيف أعرف إن كان طفلي يعاني من صعوبة في التعلم؟
خلال سنين الحضانة الأولى، لا يخفى على أحد أن الأطفال يتعلّمون ويكتسبون المهارات بسرعة وأنماط مختلفة… ولكن، هل تشعرين أنّ طفلكِ لديه مشكلة معيّنة مع الأرقام، الأحرف وحتى اللفظ؟ لا تهملي الأمر، إذ قد يعاني من صعوبة في التعلم أي Learning disability.
ما هي صعوبات التعلم تحديداً؟
يتفرّع مجال الـLearning Disablilties إلى إختلالات عديدة، ولكنّها إجمالاً ما تأتي بعوارض متشابهة ومتقاربة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، قد يستطيع الطفل أن يفهم قصّة معينة في شكل مثالي عندما تقومين بقراءتها له، إلاّ أنّه سيجد صعوبة في الإجابة على بعض الأسئلة من بعدها.
طفل آخر مثلاً قد يستطيع تعداد أحرف الأبجدية كلّها بالتسلسل الصحيح، ولكنّه يفشل في تسمية حرف معين عند الدلالة إليه. في نمط آخر مختلف، قد يظهر الطفل مثلاً صعوبة كبرى في تركيب الأحجيات Puzzles، ربط حذائه أو حتى إغلاق أزرار سترته.
لذلك، تتقسّم الصعوبات في التعلّم إلى 3 فئات: صعوبات اللفظ واللغة، صعوبات في القراءة، الكتابة والحساب، والصعوبات التي تتعلّق بالتنسيق، المهارات الحركية، أو الذاكرة.
وفي حين أنّ الأطفال المصابين بصعوبات في التعلم يمتلكون ذكاءً طبيعياً أو حتى خارقاً، إلا أنّهم إجمالاً ما يجدون صعوبة كبرى في التعبير عن المعرفة التي تتكوّن لديهم. وبسبب فشلهم هذا في تحقيق ما يريدونه، يظهرون نوعاً من الإحباط، الغضب، التدني في إحترام الذات، وحتى الإكتئاب!
لماذا يحدث ذلك؟
المعلومات التي تدخل إلى ذهن الطفل عن طريق حواسه الخمس، وبالأخص النظر والسمع، قد لا تُترجم بالشكل الصحيح عند الأفراد المصابين بصعوبات في التعلّم. وبالتالي، ومهما كانت قدرات طفلكِ الذهنية سليمة، إجمالاً ما ستأتي إجاباته خاطئة أو ناقصة، على رغم تمتّعه بنسبة ذكاء IQ طبيعية.
ما هي علامات الإنذار المبكرة لدى الأطفال دون سن الخامسة؟
-
التأخّر في الكلام
-
مشاكل في النطق
-
صعوبة في تعلّم كلمات جديدة
-
صعوبة كبيرة في القراءة
-
مشاكل في تعلّم الأرقام وحفظها، الأبجدية، أيام الأسبوع، الألوان، أوو الأشكال
-
عدم قدرة على التركيز
-
صعوبة في اتباع التوجيهات
-
ضعف واضح في إمساك الأقلام
-
مشاكل في التزرير، إستعمال السحابة أو ربط الأشرطة
كيف تتصرفين في حال وجود علامات الإنذار السابقة؟
في حال ظهرت بعض العلامات السابق ذكرها على طفلكِ، خصوصاً في الفئة العمرية التي تتراوح ما بين الـ3 والـ5 سنوات، من الضروري أن تراجعي أولاً المدرسة أو الحضانة للتأكد من مخاوفكِ، وعرضه بعدها على مختصّ لتشخيص حالته في شكل دقيق.
لا تخجلي من متابعة طفلكِ إذ إن صعوبات التعليم أمرٌ شائع للغاية، ولا تقع الملامة على أحد. كما أن من الضروري العمل عليها ومتابعتها، كيلا يواجه طفلكِ مشاكل أكاديمية وحتى نفسية خطيرة في المستقبل بسببها.
تجدر الإشارة إلى أنّ صعوبات التعليم لا تزول ولا يمكن علاجها، ولكن بالإمكان التوصل لأساليب خاصة تتيح للطفل التعلم في شكل سليم من خلال تخطي العوائق التي تتسبّب بها حالته!
إقرئي المزيد: 5 نصائح للتعامل مع الاولاد ذوي صعوبات التعلم