قد يأخذ الطلاق أسوةً بغيره من جوانب الحياة الحساسة حيّزاً مهماً من تفكير طفلكِ لاسيما إذا كان يعيش في مجتمعٍ تكثر فيه حالات الانفصال والهجر والطلاق. وقد يفاجئكِ طفلكِ يوماً بأسئلةٍ محرجةٍ ودقيقةٍ تعتبرينها أكبر من سنّه.
أسئلة طفلك حول الموت، كيف تجيبين عنها؟
وما تكون هذه الأسئلة سوى تعبير واضح عما يجول في خاطره، إذ لا شكّ أنه يظنّ بأن الطلاق هو أحد مراحل الحياة الزوجية التي لا غنى عنها، ويخشى بأن يُفاجأ يوماً برؤيتكِ ووالده تتطلّقان. فطفلكِ الصغير غير قادر على استيعاب الأسباب الحقيقية للطلاق ولا إجراءات الكفالة ومواعيد الزيارات وإلى ما هنالك من التدابير التي تلي كل حادثة طلاق. وخيرٌ لكِ أن تردّي عليه بطريقةٍ منطقيةٍ وعمليةٍ، مكتفيةً بمعالجة الجوانب التي يستطيع فهمها، مثال انعدام المحبة وكثرة الخلافات.
أما في حال كان الطلاق هو حقيقةً المرحلة التالية في علاقتك الزوجية، فعليك ووالده أن تصارحاه بالأمر فوراً، متجنبين الدخول في تفاصيل قد تشوّش تفكيره وقول الأكاذيب مهما كانت بسيطة، لأنّ تأثيرها عليه في المدى الطويل قد يكون أكثر سلبيةً من الحقيقة القاسية.
وبما أنّ الأطفال في الإجمال يميلون إلى الشعور بالذنب وتحميل أنفسهم وسلوكهم مسؤولية ما يجري بين والديهم، تداركي الأمر واعملي على تهدئة روع طفلكِ وطمأنته من أنه لن يُحرم من حنان ورعاية أياً منكما وأنّ حبكما له لن يتبدل وأنّ المشاجرات بينكما غير موجّهة ضده وهو بالتالي غير مسؤول عنها.