ماذا يحصل لجسد الميت عندما يرحل؟ لم يموت الناس أساساً؟ إلى أين يذهب الميت؟ لم ذهب وتركني؟ هل كان عليه أن يموت؟ لم لم يمت شخصٌ آخر؟ هل الموت كالنوم؟ هل هو مؤلم؟ هل يُعاقب الأشخاص عندما يموتون؟ هل سأراه مجدداً؟ لمَ لم ينقذه الأطباء؟ كم سأعيش؟ كيف سأتوقف عن الشعور بالحزن؟ لمَ يموت البعض فيما لا يزالون شباباً؟ ماذا يحصل في الجنازات؟ هل سأدرك ما هو الموت عندما أكبر؟
أسئلةٌ كثيرةٌ وصعبةٌ يطرحها طفلكِ عليك عندما يموت أحد الأشخاص الذين يعرفهم ويكنّ لهم المودة. وما عليكِ سوى أن تتفادي الإجابات المخالفة للحقيقة وتتكلمي إليه بصراحة واقتضاب فيما تحافظين على رباطة جأشك وتسيطرين على عواطفك ومشاعرك لأنه من الممكن أن يخاف الطفل إذا ما أظهرتِ له حزنكِ بشكلٍ عنيف.
وإذ تختلف القدرة على إدراك ماهية الموت بين طفلٍ وآخر، بناءً على مدى تطوّر معرفته وقدرته الإدراكية، ووعيه الذكائي الذي يكتسبه مع الوقت وتجارب الحياة وإدراك الأمور غير المحسوسة، عليكِ أيتها الأم أن تتنبهي لكل ما يجول في خاطر طفلك وتساعديه على التنفيس عن مشاعر الحزن والقلق والغضب التي تعتريه، لتحلّ محلها الطمأنينة والراحة النفسية وليتكيف مع فكرة الموت.