يُمكن تشبيه الطفل في عمر الخمس سنوات بالعالم الصغير الذي يرغب في استكشاف العالم من حوله. يطرح عليك الكثير من الأسئلة التي تبدأ بـ"كيف؟" ولا تنتهي بـ "لماذا".
ونظراً للتغيرات الكثيرة التي يشهدها في مثل هذا العمر وأهميتها في التأثير على شخصيته ومستقبله، لا بدّ من تسليط الضوء على التحديات التي ستواجهينها معه وكيفية التعامل معها لتمرّ تلك المرحلة بإيجابية تامة.
التعرض للبكتيريا والجراثيم
مع دخول طفلك إلى المدرسة واحتكاكه مع الأطفال، يُصبح معرضاً أكثر لالتقاط البكتيريا والجراثيم التي يُمكن أن تسبب له الأمراض مثل نزلات البرد والإنفلونزا. ولكن، يُمكن لطفلك مقاومتها عن طريق جهازه المناعي الذي يُمكن تقويته عبر الغذاء الصحي الغني بالحديد، والكالسيوم، والفيتامينات (أ(و(ج). إضافة إلى أهمية الخضار والفاكهة، لا تهملي أيضاً ضرورة شرب طفلك للحليب المدعم الذي يحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لتعزيز وظائف الدماغ الطبيعية.
التنمر
يُعد التنمر من أبرز التحديات التي يُمكن أن يواجهها طفلك في المدرسة. وفي حال لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح، فهي قد تنعكس سلباً على شخصيته ومستقبله. لذلك، ينصحك خبراء علم النفس بالتحدث عن التنمر مع طفلك لأنّ ذلك سيدفعه إلى مشاركتك بالتجارب التي يعيشها في المدرسة. حاولي أن تقدمي له قدوة في طريقة تعاملك مع الآخرين. علّميه التعاطف وضرورة عدم ترك أي طفلٍ يلعب بمفرده. وفي حال أخبرك عن تعرضه للتنمر من قبل أقرانه، لا تترددي أبداً في إطلاع المعنيين على ذلك كي يتدخلوا لمعالجة الأمر.
الإبتعاد عن الوالدين
بعد أن اعتاد على تمضية معظم وقته معك ومع والده وربما أشقائه، ها إنه يدخل إلى عالمٍ مختلف حيث يتعرف على نظامٍ جديد ووجوه جديد من أطفال وأساتذة ومدرسين. وفي تلك اللحظة، يشعر وكأنه انسلخ عنك وعن ذلك الجو الآمن ما قد يخلق لديه بعض الخوف. لذلك، من المهم أن تتصرفي بحكمة في هذه المرحلة عبر التحدث مع طفلك وإشعاره بالدعم والقوة كي لا تسيطر عليه تلك المخاوف وتفقده ثقته بك وبنفسه.
بناء الصداقات
في عمر الخمس سنوات، يبدأ طفلك في التعرف على أطفالٍ من عمره في المدرسة. والتحدي الذي قد يواجهه هو كيفية التواصل معهم وبناء الصداقات. لذلك، يُمكنك مساعدته في تلك المهمة عبر اغتنام كل فرصة لتعليمه أهمية الإنخراط الإجتماعي والتقرب من أي طفلٍ وحثه مثلاً على دعوة زملائه في المدرسة إلى حفل ميلاده، أو ترتيب موعد له مع الطفل الجديد.
استكشاف أشياء جديدة
كذلك، هناك الكثير من الأشياء التي يحتاج طفل الخمس سنوات إلى استكشافها وتعلمها بدءاً من القراءة إلى الكتابة حتى ولو من خلال النشاطات الترفيهية مثل الرسم والنسخ أو غيرها. ورغم بساطتها إلّا أنها تشكل تحدٍّ له خصوصاً وأنه يرغب في تقديم أفضل ما لديه.
كوني مستعدة في هذا العمر للإجابة على أسئلته عن الحياة والوجود وغيرها من الأمور التي قد يفاجئك من خلالها! فالأطفال يبنون شخصيتهم وعلينا أن نساعدهم في تكوينها بحرية ومسؤولية واحترام كامل لفرادتهم وتميزهم عن الأطفال الآخرين.