هل تجدين صعوبة في تشجيع طفلك على تناول الطعام، حتّى وأنّه يرفض بشكل قاطع المسّ بصحنه أحياناً؟ إن كان صغيركِ نيّقاً في الأكل، لا شكّ أنكِ تدركين جيداً الشعور بالإحباط الذي يسيطر عليكِ بعد أن قضيت ساعات في تحضير وجبة صحية ومفيدة له، ليبادلكِ بهذا النوع من الرفض… فما الحلّ في تلك الحالة؟
4 كلمات سحرية
ليس على الأمر أن يكون بهذه الصعوبة والتعقيد، فحسب خبيرة التغذية Ellyn Satter، من المهمّ أن نتعامل مع تصرف الطفل تجاه الطعام بطريقة عقلانية وأكثر هدوءاً، لنجد النتيجة المرجوّة على المدى البعيد. هذه الطريقة تستند على 4 كلمات سحرية: "لست مضطراً لتناول طعامك"
ولكن لا تتوقعي عزيزتي الأم أنّ يتحوّل صغيركِ بين ليلة وضحاها إلى طفل يأكل كل ما تضعينه في صحنه دون أي تذمر، ولكن اللجوء إلى هذا النهج المدروس سيتكلّل بالنجاح تدريجياً، لا بل سينعكس إيجاباً على سلوكه تجاه الطعام مستقبلاً.
كيف ذلك؟
تستند هذه الكلمات على مبدأ تشارك المسؤوليات بين الطفل والأهل، وهي مقاربة ناجحة يجب إستعمالها على مختلف الأصعدة أثناء التعامل الوالدي. ففيما يتعلّق بتناول الطعام، يتقسم الموضوع على الشكل التالي:
- مسؤولية الأهل: تقتصر على تحديد توقيت الوجبة، ما الذي يجب أن يتم تقديمه، وأين يتم تناول الطعام.
- مسؤولية الطفل: ويمكن إختصارها بما إن كان يريد تناول الطعام، وبالكمية التي يرغب تناولها.
وبالتالي، لا يجب علينا أن نضغط على صغارنا لـ"تذوّق" الأطعمة الجديدة إن لم يكونوا مستعدّين لها، وكلّنا ندرك أن الطفل لن يدع نفسه يجوع، ويمكنه دائماً أن يتناول صنفاً من الطعام موجود على الطاولة كالأرز، قطعة من الخبز والفاكهة.
ففي تلك المرحلة، لا تجعلي تركيزك كله يتصوّب نحو إجباره على تناول وجبة متكاملة إن لم يرغب بها، بل إعملي تدريجياً على بناء السلوك الجيّد نحو الطعام، ليصل أخيراً إلى المكان الذي يقوم فيه طوعاً بتناول وجبات كاملة ومتوازنة. ففي نهاية المطاف، طفلكِ سيتناول الكمية التي يحتاجها تلقائياً من الكعام حتّى ولو بدت لكِ قليلة، وإجباره لم يكن يوماً مفيداً وناحجاً.
ولعلّ الخطوة الأهم التي ستساعدكِ في إنجاح هذه الطريقة هي الجلوس إلى الطاولة مع صغيركِ وتناول الطعام سوياً كعائلة من الصنف الذي يتم تقديمه، لتجدين أنه بات يتشجع تلقائياً؛ فالصغار دائماً ما يحبون تقليدنا في كل شيء!
إقرئي المزيد: نصائح لإقناع الطّفل بتذوّق مجموعة مختلفة من الأطعمة