"التعلم في الصغر كالنقش على الحجر"، لا يرتبط هذا المثل بتعلّم الطفل للكتابة والقراءة فحسب بل إنّه يشمل أيضاً تصرفات طفلك والمبادئ الأخلاقية والإجتماعية التي تعلّمينه إيّاها منذ أن يبدأ بالتواصل معك، وذلك لأنّ السلوك الحسن والعادات الأخلاقية الحسنة سترافق طفلك منذ الصغر وإلى حين أن يصبح بالغاً وينقل هو بدوره ما تعلّمه إلى أطفاله أيضاً. واستناداً إلى ما سبق، تكمن أهمية عدم التساهل مع الأطفال الذين قد يقومون بتصرفات قد تؤثّر على بناء شخصيتهم المتوازنة والأخلاقية. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض التصرفات قد تبدو بسيطة إلّا أنّها تعدّ أساسية عندما يتعلّق الأمر بشخصية طفلك المستقبلية. وإليك أبرز هذه التصرفات التي يجب على الأهل الإنتباه إليها:
*تصرف طفلك بطريقة فظّة أو غير مهذّبة مع أصدقائه: لا بدّ من أنّك تكرهين أن تكوني حكماً لمشادة بين طفلك وطفل آخر أثناء اللعب ولكنّ هذا الموقف لا مفرّ منه! إذا لاحظت أنّ طفلك هو الذي بدأ بالإعتداء اللفظي أو الجسدي على الطفل الآخر فلا تقفي كطرف مدافع عنه بل واجهيه بما قام به من أمر سيّئ في اللحظة نفسها ولا تنتظري إلى حين العودة إلى المنزل. ولكن إحرصي على أخذه جانباً واشرحي له أنّ ما قام به هو غير لائق ومن ثم اسأليه عمّا سيشعر به إن كان هو الذي تعرّض للهجوم من صديقه. تأكّدي من أنّك أنت من يرسم حدود تصرّفات طفلك لذا لا تتأخّري بالتكلم إلى طفلك والتصرف بحزم إن اقتضى الموقف ذلك.
كيف تعلّمين طفلكِ الخُلق الحسن من خلال اللّعب؟
*مقاطعة طفلك للآخرين أثناء التحدث: من الشائع جدّاً مقاطعة الأطفال لأحاديث الراشدين وذلك لأنّهم لا يفكّرون إلّا بقول أو طلب ما يريدونه بسرعة، ولكنّ دورك يتطلّب أن تفهمي طفلك أنّ للتواصل الإجتماعي قواعد يجب احترامها تماماً كالأنظمة التي يتّعبها أثناء اللعب مع أصدقائه. كما يتوجّب عليك تكرار على مسامع طفلك بأنّه في حال تكلم شخص آخر من المهم عدم مقاطعته والانتظار إلى حين الانتهاء ومن ثم التحدث.
*عدم رغبة طفلك بمشاركة ألعابه: يظنّ الكثيرون أنّ عدم مشاركة الطفل ألعابه مع الآخرين هو أمر طبيعي عند الأطفال وعدم توجيه الأهل ملاحظة للطفل حول هذا الأمر قد يجعله يعتقد أنّه تصرّف جيّد وقد يعزّز روح التملّك والأنانية عند الطفل، لذلك إشرحي لطفلك بشكل متكرر أنّه بعدم إعارة ألعابه للآخرين سيولّد عدم قدرته على استعارة ألعاب الآخرين أيضاً فبهذه الطريقة سيتلقّى الرسالة التي تحاولين إيصالها إليه.