هل يمكن الحمل في سن 42 أم أنّه يصبح مستحيلًا للمرأة في هذه المرحلة أن تحمل، أقلّه بشكل طبيعي؟ وما هي العوامل المؤثّرة؟
أصبح هذا السؤال شائعًا أكثر في يومنا هذا، وقد يكون السبب في ذلك عائدًا الى تأخّر الفتيات بالزواج وبالتالي الانجاب. لكون نساء اليوم يسعين لتحقيق ذاتهنّ والنجاح في مجالات عدّة في الحياة، ولم يعد الاستعجال بالزواج والانجاب من أولويّات البعض. ولكن هل يمكن الحمل في سن 42 على الرغم من أنّه يقال إنّ فرص نجاحه تقلّ مع تقدّم السيدة بالعمر؟ يختلف الجواب بين امرأة وأخرى باختلاف العوامل العديدة التي تلعب دورًا مهمًّا في عمليّة الاباضة، وبالتالي الحمل. سنجيب من خلال هذا المقال على تساؤلاتك حول هذا الموضوع. من احتماليّة الحمل في هذا السنّ، الى المخاطر المحتملة لهذا الحمل المتأخّر، في حال حدوثه، على كلّ من الأمّ وجنينها.
ما هي احتماليّة الحمل في سنّ 42؟
مع تقدم السيّدة في العمر، تبدأ الخصوبة في التناقص بشكل تدريجي. وتواجه معظم النساء بعد عمر الأربعين انخفاضًا كبيرًا في الخصوبة. ولكنّ لا يزال بإمكانهن الحمل في سن 42. وتشير الدراسات في هذا المجال إلى أنّ نسبة النجاح في الحمل الطبيعي تقل بشكل ملحوظ بعد سن 40. لتصل الى حوالي الأربعين في المئة خلال السنة الأولى من المحاولة. ولا تتخطّى نسبة احتمال حدوث الحمل في الشهر العشرة في المئة.
ويعود ذلك الى تناقص عدد البويضات وجودتها بشكل كبير بعد تخطّي الأربعين. بالإضافة الى العوامل الأخرى التي قد تعاني منها السيّدة والتي قد تؤثّر على حدوث الحمل. وأبرزها:
- التناقص في الاحتياطي المبيضي: أي عندما يقلّ عدد البويضات المتاحة في المبايض مع العمر، فيصبح الحمل أكثر صعوبة.
- عدم انتظام الدورة الشهريّة: ما يقلّل من فرص حدوث الحمل بشكل طبيعي.
- تراجع جودة البويضات: إذ تحتوي البويضات الأكبر سنًّا على عدد أكبر من الكروموسومات غير الطبيعيّة، ما يزيد خطر الإجهاض في حال حدوث الحمل.
- المعاناة من مشاكل صحيّة أخرى مرتبطة بالقدرة على الحمل: كمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) أو الاضطرابات الهرمونيّة التي تؤثّر سلبًا على الخصوبة.
سبق وقدّمنا لك وصفة للحمل بعد الأربعين لزيادة احتمال الحمل، اطّلعي عليها!
المخاطر المحتملة للحمل في سن 42 على الأمّ
من الممكن أن يحصل الحمل في سنّ 42 ويمرّ بشكل طبيعي وصحّي لدى نسبة من النساء! إلا أنّ هناك احتمال حدوث بعض المخاطر على صحّة السيّدة الحامل والحمل بشكل عام لدى البعض الآخر. وهذا نتيجة التغيّرات الفيزيولوجيّة التي قد تحدث مع تقدّم المرأة بالعمر. ومن بين هذه المخاطر المحتملة نذكر:
- ارتفاع نسبة الإجهاض المبكر، بسبب تراجع جودة البويضات مع تقدم المرأة بالسنّ.
- زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل الذي قد يؤدّي إلى حدوث ما يُعرف بتسمّم الحمل. وبالتالي التسبّب بمضاعفات خطرة كحدوث ضرر بالكلى أو الكبد للأمّ.
- زيادة خطر إصابة الأمّ بمضاعفات صحيّة عدّة، كأمراض القلب، السكتة الدماغية، أو مشاكل في الأوعية الدمويّة. أو تفاقم هذه الحالات في حال معاناة السيدة منها قبل الحمل.
- ارتفاع احتمال الإصابة بسكّري الحمل أي الذي يظهر أثناء الحمل.
- الحاجة لمتابعة طبية مكثّفة خلال فترة الحمل نظرًا للمخاطر المتزايدة، واجراء فحوصات إضافيّة.
- صعوبة الولادة الطبيعية وزيادة احتمال الحاجة إلى الولادة القيصريّة.
مخاطر الحمل في هذا السنّ على الجنين
لا تقتصر مخاطر الحمل بسنّ الـ42 عليك فقط، إذ أنّ له مخاطر محتملة عدّة على صحّة ونموّ الجنين أيضًا. فيزيد احتمال حدوث مشاكل وراثية أو تطوّر مشاكل صحيّة أخرى. ومن أكثر هذه المخاطر المحتملة شيوعًا نعدّد:
- زيادة احتماليّة التشوهات الكروموزوميّة، ومنها متلازمة داون، متلازمة إدوارد أو متلازمة باتو.
- مشاكل في المشيمة، كالمشيمة المنزاحة أو انفصال المشيمة المبكر، الذي قد يسبّب نزيفًا حادًا ويهدد حياة الجنين.
- اضطرابات تطوّر الدماغ أو التأخر في النمو العقلي للجنين: إذ تشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال الذين يولدون لأمهات في سنّ متقدّمة يواجهون هذه المخاطر أكثر من أولئك الذين يولدون لأمّهات أصغر سنًا.
- الولادة المبكرة التي قد تعرّض الجنين للمشاكل الصحيّة المرتبطة بالولادة المبكرة كصعوبة التنفّس أو مشاكل في النموّ العصبي.
- ولادة الطفل بوزن منخفض بسبب مشاكل في المشيمة أو نقص التغذيّة.
- معاناة الطفل من عيوب خلقيّة في الأوعيّة الدمويّة والقلب كثقب أو/وتشوّهات في القلب، أو في جهازه العصبي أو الهضمي.
هل كنت تعلمين أنّ للحمل في سن الأربعين فوائد أيضًا؟
نصائح لحمل صحّي في سن 42
مع تقدمك في العمر، تتراجع الخصوبة لديك، ما قد يؤدي إلى صعوبة حدوث الحمل بشكل طبيعي وسريع. في ما يلي بعض الارشادات التي ننصحك باتّباعها في حال كنت تخطّطين للحمل في سنّ 42:
- استشيري طبيب متخصّص قبل محاولة الحمل في هذا العمر. ليقوم بإجراء الفحوصات الضروريّة وينصحك ما إذا كان الحمل آمنًا في هذه الفترة.
- اجراء الفحوصات المطلوبة والمتابعة الطبيّة المنتظمة لمتابعة صحّة التبويض وتقييم جودة البويضات.
- اتبعي نظام حياة صحّي، عن طريق اتّباع نظام غذائيّ متوازن وممارسة النشاط البدني والرياضة. إذ إنّ دراسات عدّة تشير إلى أهميّة اتّباع نمط حياة صحّي لتحسين الخصوبة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، على الرغم من أنّ هناك تحدّيات إضافيّة قد تواجه السيّدة بهذا السنّ. إلّا أنّ الجواب على “هل يمكن الحمل في سن 42″؟ هو بأنّه ممكن وغير مستحيل، حتّى وإن كانت الاحتماليّة أقّل بشكل كبير مقارنة بالسيدات الأصغر سنًّا. وتأكّدي أنّه مع الرعاية الطبيّة المناسبة، ومتابعة الفحوصات بشكل منتظم ودقيق، يمكنك المحافظة على فرص الحمل. اليك ما عليك فعله إذا تأخّر الحمل!