يتساءل الكثيرون: هل من الضروري نزول دم عند الزواج؟ يعدّ هذا السؤال محور اهتمام الكثير من الفتيات والنساء خاصة عند اقتراب موعد زفافهنّ، إلّا أنّ نزول الدم في أول تجربة جماع ليس شرطًا أساسيًا لوجود العذرية أو عدمها، بل يتداخل فيه العديد من العوامل الطبية والنفسية، لذا من الضروريّ توسيع المعرفة في هذا المجال لتعزيز الثقافة الزوجية للمقبلات على الزواج والحصول على نصائح لليلة الدخلة.
في هذا المقال، سنوضّح الأسباب المختلفة التي قد تؤدّي إلى نزول الدم عند ممارسة العلاقة لأوّل مرّة، كما سنتحدث عن الأسباب التي قد تمنع ذلك، بالإضافة إلى العوارض الأخرى التي قد تظهر في أول علاقة حميمة للمرأة.
أسباب نزول الدم عند ممارسة العلاقة لأوّل مرّة
هل من الضروري نزول دم عند الزواج ؟ إنّ نزول الدم عند ممارسة العلاقة الجنسية لأول مرة هو أمر يحدث لبعض النساء وليس جميعهن، ويعود ذلك إلى عدة أسباب علمية سنكشف لكِ عنها في ما يلي، وتشمل:
تمزّق غشاء البكارة
يُعد تمزّق غشاء البكارة السبب الأكثر شيوعًا لنزول الدم عند ممارسة العلاقة الجنسية لأول مرة، فهو نسيج رقيق يحيط بفتحة المهبل، وعندما يتم اختراقه لأول مرة، قد يؤدّي إلى نزول كمية صغيرة من الدم، ولكن من المهم فهم أن غشاء البكارة يختلف من امرأة لأخرى في الشكل والمرونة، وأنّ بعض الأغشية قد تكون أكثر مرونة وتتمدد بدلًا من التمزق، مما قد يؤدي إلى عدم نزول الدم.
الجفاف المهبلي
يمكن أن يؤدي الجفاف المهبلي إلى نزول الدم أيضًا، حيث أنّ عدم وجود تزييت كافٍ أثناء الجماع يمكن أن يسبب جروحًا صغيرة في الأنسجة المهبلية،ووفقًا لدراسة نشرتها جامعة هارفارد بعنوان “Vaginal Dryness”، (Harvard Health Publishing 2021) فإن استخدام المزلقات يمكن أن يقلّل من هذا النوع من الإصابات والنزيف، وهذه المشكلة قد تكون نتيجة لعدة عوامل، منها التوتر العصبي، أو نقص التحفيز الجنسي، أو مواجهة بعض الحالات الصحية مثل انخفاض مستويات هرمون الاستروجين. وللمزيد منالتفاصيل حول هذا التقرير، يمكنكِ الضغط هنا.
قلة الخبرة والتوتر
إنّ الشعور بالتوتر والقلق أو خوف الزوجة من الإيلاج في أوّل تجربة جماع قد يسبّب حدوث تقلصات عضلية غير إرادية تؤدي إلى جروح طفيفة ونزول الدم، فهذا الشعور السلبيّ يمكن أن يساهم في توتر العضلات في منطقة المهبل، مما يزيد من احتمالية حدوث الجروح والنزيف، إضافةً إلى أنّ يُسبّب حدوث نقص في الإفرازات المهبلية الطبيعية، مما يزيد من فرصة حدوث الجروح.
أسباب عدم خروج دم في أوّل تجربة جماع
هل من الضروري نزول دم عند الزواج ؟ إنّ عدم نزول الدم عند أول تجربة جماع هو أمر طبيعي وشائع أيضًا، وله عدة أسباب علمية، سنعرضها لكِ في ما يلي:
غشاء البكارة المرن
يمتلك بعض النساء غشاء بكارة مرن لا يتمزّق بسهولة، وبالتالي قد لا يحدث نزول للدم عند ممارسة العلاقة لأول مرة، فهذا النوع من الأغشية قد يتمدّد بدلًا من أن يتمزّق، وبالتالي لا ينتج عنه نزول دم، كما قد تبين من دراسة نشرتها جامعة كامبريدج بعنوان ” Losing your virginity: how we discovered that genes could play a part” (Cambridge University, 2016), أنّ تنوع غشاء البكارة يختلف بشكل كبير بين النساء، ممّا يفسر الاختلافات في تجربة الجماع الأولى، وللاطّلاع على المزيدمن التفاصيل حول هذا التقرير يمكنكِ الضغط هنا.
فقدان غشاء البكارة بطرق أخرى
يمكن أن يتمزق غشاء البكارة بسبب ممارسة أنشطة أخرى مثل الرياضة أو استخدام السدادات القطنية، ممّا يؤدي إلى عدم نزول الدم عند ممارسة العلاقة الجنسية، ويمكن أن يحدث هذا التمزق من دون أن تلاحظ المرأة، وبالتالي قد لا يحدث نزول دم عند الجماع الأول.
الاختلافات الفردية
تؤدّي الاختلافات الفردية في جسم المرأة دورًا كبيرًا، فبعض النساء قد لا ينزفن بسبب اختلافات في تركيب الأنسجة المهبلية. حسب الدراسة التي نشرتها جامعة كامبريدج، والتي ذكرناها في ما سبق، فإنّ الفروق الفردية تؤدّي دورًا كبيرًا في هذه المسألة.
العوارض الأخرى التي قد تظهر في أوّل علاقة حميمة للمرأة
بعد الإجابة عن سؤال، هل من الضروري نزول دم عند الزواج ؟ في ما سبق، سنكشف لكِ عن أبرز العوارض التي قد تظهر خلال أوّل ليلة من الجماع في ما يلي، وتشمل:
الألم والانزعاج
من الشائع أن تشعر المرأة بألم أو انزعاج عند ممارسة العلاقة الجنسية لأول مرة، ويمكن أن يكون هذا نتيجة للجفاف أو الشعور بالتوتر، وقد يكون ذلك بسبب تمدّد الأنسجة المهبليّة لأول مرّة أو نتيجة لتمزّق غشاء البكارة، ويمكن تخفيف هذا الشعور من خلال الحصول على القسط الكافي من الراحة والاسترخاء واستخدام المزلقات.
التورّم والاحمرار
يمكن أن يحدث تورّم أو احمرار في المنطقة المهبلية بعد أول تجربة جماع، وذلك نتيجة للاحتكاك والضغط، وعادةً ما يكون ذلك مؤقّتًا ويختفي بعد فترة قصيرة، كما يمكن استخدام الكمادات الباردة لتخفيف هذه العوارض.
التقلصات
إن ظهور التقلّصات وآلام البطن عند النساء بعد ممارسة العلاقة، وهو أمر طبيعي ويمكن أن يحدث نتيجة للتوتر العضلي، وعادةً ما يكون هذا الشعور خفيفًا ويزول بسرعة. ويمكن التخفيف من تأثيره عن طريق الاسترخاء والحصول على الراحة.
في النهاية، يجب على الجميع أن يفهم أن نزول الدم عند الزواج ليس شرطًا أساسيًا أو دليلًا على العذرية، لذا من المهم أن يتمتع المقبلون على الزواج بفهم علمي وصحي لهذه الظاهرة بعيدًا عن المعتقدات الخاطئة، فالمعرفة العلمية تساعد على التخلّص من المخاوف والقلق غير المبرر وتساهم في بناء علاقة زوجية صحية وسليمة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ نصائح العلاقة الزوجية في الأيام الأولى من الزواج كما لم يخبرك عنها أحد.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، من الضروريّ تثقيف الشباب والفتيات بمعلومات علمية موثوقة ومبنيّة على دراسات وأبحاث دقيقة، فالوعي يساعد في بناء علاقات صحية قائمة على الثقة والاحترام بين الشريكين.